متابعات..|

كشف استطلاع داخلي حديث عن مشاعر إحباط واسعة النطاق بين دبلوماسيي أمريكا، حَيثُ أعربت نسبة صادمة تصل إلى 98 % منهم عن انخفاض حاد في الروح المعنوية منذ تولي إدارة ترامب الحكم في يناير الماضي.

ووفق فإن هذه النتائج جاءت في تقرير صادر عن جمعية الخدمة الخارجية الأمريكية، محذرًا من أن “القدرة الدبلوماسية الأمريكية تتعرض للتقويض من الداخل”.

وصرّح رئيس الجمعية جون دينكلمان بأن “الخدمة الخارجية الأمريكية تمر بأزمة”، مُضيفًا أن “هناك أضرارًا تلحق بالخدمة الدبلوماسية الأمريكية ستدفع البلاد ثمنها لعقود قادمة”. وتشير التقديرات إلى أن نحو ربع موظفي الخدمة الخارجية الفاعلين تركوا الخدمة هذا العام، فيما قال ثلث المشاركين في الاستطلاع إنهم غيروا خططهم المهنية منذ يناير.

ويُعزى هذا الاستياء إلى عوامل متعددة، منها شعور الدبلوماسيين بأن مدخلاتهم المهنية لم تعد مرحبًا بها، خَاصَّة عندما تتعارض مع توجّـهات البيت الأبيض. كما يشتكون من تنامي ما يصفونه بـ”الدبلوماسية الموازية”، حَيثُ تُدار عمليات حساسة من قبل أشخاص من دائرة ترامب المقربة مثل رجل الأعمال ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر، غالبًا بدون إشراك الدبلوماسيين المحترفين.

ويواجه العاملون في الوزارة تحديات عملية جسيمة، حَيثُ أفاد 86 % من المشاركين في الاستطلاع -الذي شمل أكثر من 2100 موظف- بأن تنفيذ السياسة الخارجية أصبح أكثر صعوبة، في حين لم يشر سوى 1 % فقط إلى حدوث تحسن. ويرجع ذلك جزئيًّا إلى تخفيضات الميزانية وأعباء العمل المتزايدة، بما في ذلك التخفيضات الكبيرة في برامج المساعدات الخارجية.

وتأتي هذه الأزمة المعنوية في وقت تواجه فيه الوزارة إجراءات تسريح واسعة النطاق، حَيثُ أعلنت في يوليو الماضي عن خطة لتقليص حوالي 1300 وظيفة. وقد توقف الجدل حول هذه التخفيضات بين الإدارة الحالية والمعارضة الديمقراطية، مما يضيف طبقة أُخرى من عدم اليقين على مستقبل المؤسّسة الدبلوماسية الأمريكية.

ويشير مراقبون إلى أن توقف الوزارة عن عقد المؤتمرات الصحفية اليومية بعد رحيل المتحدثة السابقة تامي بروس في أغسطُس الماضي، يعد مؤشرًا إضافيًّا على التغييرات العميقة التي تشهدها الثقافة المؤسّسية في