عاجل صنعاء تصرف رواتب 1 2 مليون موظف لأول مرة منذ سنوات هل انتهت معاناة الموظفين

في لحظة تاريخية لن ينساها التاريخ اليمني، أعلنت حكومة صنعاء رسمياً بدء صرف مرتبات أكثر من 1.2 مليون موظف حكومي بعد 3,285 يوماً من الانتظار المرير - رقم يفوق تعداد سكان دولة البحرين كاملة. جيل كامل من الأطفال اليمنيين لم يروا آباءهم يتلقون راتباً قط، واليوم تغيرت حياة ملايين الأسر في لحظة واحدة.
أحمد المحطوري، معلم في الخمسينات من صنعاء، لم يصدق رنين هاتفه عندما وصله إشعار البنك صباح الأربعاء. باع أثاث منزله وذهب زوجته ليطعم أطفاله الخمسة خلال 9 سنوات، كما روت زوجته وهي تبكي فرحاً. الآن يتلقى 50% من راتب أكتوبر ضمن برنامج الآلية الاستثنائية التي أقرتها الحكومة لتمويل الرواتب من مصادر محلية. طوابير طويلة تشكلت أمام فروع الهيئة العامة للبريد وبنك التسليف التعاونية، وسط مشاهد مؤثرة من الفرح المختلط بعدم التصديق.
الدكتور محمد الشامي، الخبير الاقتصادي، يصف ما يحدث بأنه نقطة تحول تاريخية رغم تواضعها. السبب في هذا الإنجاز يعود لسنوات من العمل على تطوير مصادر تمويل محلية بديلة، بعد أن تسبب نقل البنك المركزي إلى عدن عام 2016 في كارثة اقتصادية طويلة المدى. المفاوضات الجارية في مسقط برعاية عمانية وأممية تلعب دوراً في الضغط لحل الأزمات الإنسانية العالقة، ومن بينها ملف الرواتب الذي يمثل أولوية قصوى لملايين اليمنيين.
الدكتورة فاطمة العامري، طبيبة في مستشفى حكومي، ظلت تعمل بلا مقابل لسنوات طويلة لإنقاذ المرضى. تقول: عودة الكرامة أهم من المبلغ نفسه. الأسواق المحلية شهدت انتعاشاً فورياً، حيث هرع الموظفون لشراء الضروريات الأساسية التي حُرموا منها طويلاً. لكن التحدي الحقيقي يكمن في الاستدامة - فالتمويل المحلي محدود، والتضخم يهدد بالتهام هذه المكاسب المتواضعة. خبراء يحذرون من ضرورة ادخار جزء من الراتب والتأهب لاحتمال انقطاع مؤقت في الأشهر القادمة.
بعد عقد من المعاناة، تمثل هذه الخطوة شعاع أمل لملايين اليمنيين، لكن السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستكون هذه بداية النهاية لمعاناة أطول جيل من الموظفين المحرومين في التاريخ الحديث... أم مجرد استراحة محارب قبل عودة سنوات
ارسال الخبر الى: