عبدالله أبو الغيث المليشيا تعيش عجزا بنيويا وتخشى السلام كتهديد لوجودها

أكد نائب رئيس مجلس الشورى اليمني، الدكتور عبد الله أبو الغيث، أن الممارسات القمعية وتصاعد الانتهاكات في مناطق سيطرة جماعة الحوثي تعكس حالة من الضعف البنيوي والخوف الداخلي، مشيراً إلى أن الجماعة تفتقر لمنطق الحكم خارج إطار السلاح والجباية، وتعتبر السلام الحقيقي تهديداً مباشراً لمشروعها القائم على الأزمات والحروب.

وشدد أبو الغيث في حوار خاص مع يمن مونيتور، على أن المرجعيات الثلاث تظل هي السياج القانوني والضامن الوحيد لوحدة البلاد وشرعيتها، محذراً من أي محاولات لفرض تسويات تقوم على تكريس الأمر الواقع أو شرعنة الانقلاب، لما يمثله ذلك من خطر حقيقي يهدد بتفكيك اليمن وخلق كيانات موازية، وأوضح أن المدخل الوحيد لأي عملية سياسية جادة يبدأ بإنهاء الانقلاب وتسليم السلاح لوزارة الدفاع وعودة مؤسسات الدولة لمباشرة مهامها من العاصمة صنعاء.

وعن الواقع في المناطق المحررة، أشار نائب رئيس مجلس الشورى إلى وجود تحسن نسبي في بعض الخدمات الأساسية واستقرار نقدي، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى وجود اختلالات عميقة تستوجب المعالجة، أبرزها تعدد التشكيلات العسكرية والأمنية وتراجع الموارد العامة إثر استهداف المنشآت النفطية، وأكد أن حسم المعركة مع المشروع الحوثي يتطلب بالضرورة رفع كفاءة إدارة الدولة وإصلاح البنية المؤسسية بشكل شامل.

وحول طبيعة الدور الذي يؤديه مجلس الشورى، بين أبو الغيث أن المجلس يمارس مهاماً سياسية واستشارية تهدف لتعزيز وحدة الصف الوطني وتوفير الرؤى اللازمة لتحديث أجهزة الدولة، وأضاف أن هناك انسجاماً عاماً داخل مجلس القيادة الرئاسي حول الأهداف الكبرى المتمثلة في استعادة الدولة، معتبراً أن توحيد القرار الوطني وتفعيل المؤسسات يمثلان الشرط الحاسم لإنهاء الحرب.

وذكر أبو الغيث أن العالم بات يدرك اليوم أن جماعة الحوثي ليست مجرد حركة محلية، بل أداة تهدد الملاحة الدولية والأمن الإقليمي، وهو ما يستدعي موقفاً دولياً أكثر حزماً في دعم الشرعية، ووصف الانتهاكات الحوثية المستمرة بأنها “دليل ضعف”، مؤكداً أن المجتمعات التي تُحكم بالقوة المفرطة والجبايات تعيش حالة من الاحتقان الداخلي المرشح للانفجار في وجه سلطة لا تقدم لمواطنيها سوى الأزمات.