بانتظار القرار الأمريكي وقف إطلاق النار في لبنان في عين العاصفة

90 مشاهدة

| العميد محمد الحسيني*

هي مساحة من الحزن قد بسطت ظلالها الكثيفة على المشهد الجنوبي، فنسجت بخيوطها ألواناً من الصور المُلتاعة، لتجسد الواقعة التي حلّت بأهلنا من جميع جوانبها، فكان منها المأساوي مع ما يعتصرها من مصائب وحسرات، والملحمي مع ما يكتنفها من شجاعة وجرأة. ومنها ما مر بأبعاده الحسية والمعنوية على بعض شاشات التلفزة يوم 27 الشهر المنصرم من دون أي تعليق رسمي أو أية متابعة إعلامية رغم هول ما نزل بهم، لتعبر بثقل رصيدها على وسائل التواصل الاجتماعي تعاطفاً افتراضياً عابراً للفضاء. إنهم أهل الأرض الذين أصروا بفطرتهم المعتادة مع من معهم من أبناء البقاع على دخول البلدات والقرى التي احتلها جيش العدو بعد أن رفض الانسحاب منها مع انتهاء مهلة ال60 يوماً، متسلحاً بالدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، التي مدّدت قرار العمل به لغاية 18 فبراير إنقاذاً لاسرائيل من نفسها. وبعيداً كل البعد عن تظاهرات النصر والابتهاج التي جالت في بيروت وضواحيها تأييداً لمحاولات أصحاب الأرض العودة إلى ما تبقى من أرزاقهم وجثامين أبنائهم عند الحافة الأمامية، فإن المشهد المؤثر لذوي الشهداء والمتضررين من العدوان قد غلب كل الأحداث وطغى على كل بهجة، بعد أن نزفت الآمهم أوجاعاً مكبوتة فوق ميدان فلذات أكبادهم، ضمن لوحة واحدة لكن في صور متفرقة عن بعضها، مَثلها كمثل الفصول الأربعة في العام الواحد:

أولها في إمرأة اتشحت باللباس الأسود حتى القدمين، انحنت فوق منزل يرقد تحت أنقاضه شهيدين من أبنائها، فناحت عليهم ب”إرجوزة” من وحي التراث العاملي…وثانيها في صورة والد شهيد من سكان بلدة أنصار، ذهب باكرا إلى “عيتا الشعب” ليستعيد جثمان ابنه، فتعرف عليه من صورة حفيدته داخل جعبة السلاح، ليعود بعد ساعات حاملاً “جمجمته” بصمت وغصة يعلوهما صبر وصمود…وثالثها صورة إمرأة في “مارون الراس” تفوح منها شجاعة الرجال، تقدمت حتى كادت أن تلامس أيديها دبابة العدو، حين وقفت أمامها تتحداها بقلب مملوء صلابة وعزة… ورابعها في صورة لجندي اسرائيلي سرق قارورة غاز زرقاء اللون من أحد البيوت عند

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الخبر اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح