مواقف لا تنسى

72 مشاهدة

يمني برس || مقالات رأي:

ها هي فلسطين تكتب فصلاً جديداً في كتاب العزة العربية والإسلامية.

ها هي غزة، المدينة المحاصَرة، المذبوحة منذ عامين، تنهض من تحت الركام لتقول للعالم أجمع: إن الإيمان إذا اشتعل في القلوب، لا تطفئه صواريخ ولا حصار. نبارك لشعب فلسطين هذا النصر العظيم الذي خضّ ضمائر العالم، وذكّر الأمة بمعنى الكرامة حين تُستعاد بالدم والدمع والإصرار.

لكننا ونحن نبارك، نكتب أيضاً بضميرٍ لا يعرف الرياء، وبقلبٍ مفعمٍ بالعزة لا بالعتب، وإن كان في طياته وجعٌ لا يُقال إلا بحروفٍ من نورٍ وصدق.

نحن في اليمن، في الأرض التي نازلت أقوى القوى وقاومت الحصار والدمار، لم نكن يوماً بعيدين عن غزة ولا عن القدس. نحن الذين قُصفت موانئنا، وضُربت مطاراتنا، وسقط أطفالنا في ليالٍ كان فيها صوت القصف يمتزج بتكبيراتنا ونحن نقول:

«فداءً لغزة».

لم يكن شعاراً ولا حماساً عابراً، بل موقفاً إيمانياً نابعاً من يقينٍ بأن فلسطين ليست قضية حدود، بل قضية عقيدة وشرف وإنسانية.

قدمنا شهداءنا، ودمّر العدو مدننا، وتزلزلت بيوتنا، ومع ذلك قلناها بثبات: «مع غزة حتى النصر».

لم نحسب حساباً للخسائر، ولم نسأل كم سنُذكر في نشرات الأخبار، لأننا نؤمن أن ما كان لله لا يضيع، وأن الله وحده يعلم من نصر ومن خذل.

وفي جنوب لبنان، أولئك الرجال الذين أفنوا أعمارهم دفاعاً عن فلسطين، وسهروا على حدودها، وقادوا محوراً بأكمله كي تظل المقاومة واقفة، قدّموا ما لا يُحصى من دماءٍ وتضحياتٍ، فاستُشهد القادة، وسقط المجاهدون، وتهدمت البيوت، لكن الكرامة بقيت.

كل ذلك لم يكن انتظاراً لعرفانٍ من أحد، ولا طمعاً في كلمة شكرٍ تُقال في نهاية النشرات، بل لأنه الواجب، وأقلّ ما يُقدّم لأرض بارك الله حولها.

نحن لا نعاتب فلسطين، فنحن وهي جسدٌ واحد، لكننا نعاتب ذاكرة الأمة التي تنتقي أحياناً من تُكرم ومن تُغفل.

نسمع أصوات التهاني تمطر على دولٍ لم يُقصف لها ميناء، ولم يُغلق لها مطار، ولم يقدّم أبناؤها دماءهم لأجل هذه القضية كما قدّم أهل اليمن

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح