عاجل صنعاء تصرف أخيرا معاشات 2021 المتأخرة المتقاعدون يتوجهون لمكاتب البريد بعد انتظار 3 سنوات

في مشهد يحمل مزيجاً من الأمل واليأس، تحرك آلاف المتقاعدين اليمنيين صوب مكاتب البريد لاستلام نصف معاش فقط بعد انتظار امتد لـ 8 أشهر كاملة. نصف راتب تقاعدي أصبح إنجازاً يستحق الاحتفال في بلد مزقته الحرب، حيث يتسابق كبار السن للحصول على ما قد يكون آخر فرصة لهم لاستلام معاشاتهم المتراكمة.
وسط طوابير طويلة تحت الشمس الحارقة، بدأت الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات صرف النصف الثاني من معاش مايو 2021 للمتقاعدين المدنيين. أم محمد، متقاعدة في الخامسة والستين، تقف بوثائقها المتآكلة قائلة: انتظرت هذه اللحظة لأشتري دواء حفيدي المريض، حتى لو كان نصف راتب فقط. رئيس الهيئة إبراهيم الحيفي أكد أن العملية تتم ضمن آلية استثنائية تضمن 12 عملية صرف سنوياً بدلاً من الراتب الشهري المنتظم، في خطوة وصفها بأنها ثمرة جهود مكثفة.
خلف هذا المشهد تقبع أزمة مالية خانقة ضربت اليمن منذ اندلاع الحرب، حيث تراجعت الإيرادات وانقسمت المؤسسات المالية. الوضع يذكرنا بطوابير الخبز في زمن الحرب العالمية الثانية، حيث يصطف الناس لساعات طويلة للحصول على الحد الأدنى من الضروريات. د. فؤاد المقطري، الخبير الاقتصادي، يصف الحالة قائلاً: الصرف الجزئي كقطرة ماء في صحراء الحاجة - يبقي على قيد الحياة لكن لا يروي الظمأ.
محسن العولقي، متقاعد، يروي معاناته: انتظرت 8 أشهر لأستلم نصف راتبي، اضطررت للاقتراض لتدبير حاجات البيت الأساسية. هذا الواقع المرير يلقي بظلاله على آلاف العائلات التي تعتمد على هذه المعاشات كمصدر دخل وحيد. أحمد الصراري، موظف البريد، يعمل ساعات إضافية لخدمة المتقاعدين، مؤكداً أن الإقبال كثيف والوجوه تحمل علامات الإرهاق والأمل معاً. الخبراء يحذرون من استمرار هذا الوضع المتردي، مؤكدين ضرورة إيجاد مصادر دخل إضافية والترشيد في الإنفاق.
في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية، يبقى السؤال الأهم: هل سيصمد المتقاعدون أكثر أمام هذا الوضع المتردي؟ بينما تتسابق الحكومة لإيجاد حلول مستدامة، يواصل كبار السن رحلتهم اليومية إلى مكاتب البريد، حاملين وثائقهم وآمالهم المتضائلة، في انتظار معجزة تعيد لهم كرامتهم المالية
ارسال الخبر الى: