مطارات على الورق في ليبيا إهدار المال العام
تشكّل المطارات في ليبيا نموذجاً صارخاً على إهدار المال والتناقض بين الطموح الحكومي والواقع العملي؛ حيث يتزايد ضخ الاستثمارات في إنشاء وصيانة مطارات، بينما تظل حركة النقل الجوي ضعيفة جداً حيث إن معظم هذه المنشآت لا تُستغل بالشكل الأمثل، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هذه المشاريع.
حسب تقارير لوزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية تحصلت العربي الجديد على نسخة منها، يوجد 21 مطاراً في ليبيا، من بينها مطار طرابلس الدولي، الذي يعد المطار الوحيد المصنف كبيراً، بينما تبقى بقية المطارات صغيرة من حيث القدرة التشغيلية والاستيعابية. وتشمل المطارات النشطة بنغازي، براك، غدامس، سبها، سرت، مصراتة، معيتيقة، وزوارة، إلا أن معظمها يقتصر على تشغيل محدود أو رحلات داخلية فقط.
ويعد مطار طرابلس الدولي الأكبر في البلاد بطاقة سنوية تصل إلى 1.5 مليون مسافر في الأوقات الطبيعية، مقارنة بمطار بنينا في بنغازي بنحو نصف مليون مسافر سنوياً، ومطار سبها الذي لا يتجاوز 10 آلاف مسافر سنوياً. هذه الفجوة الواضحة بين القدرة التشغيلية وحجم الحركة الفعلية تؤكد أن الاستثمارات الضخمة في المطارات لا تتناسب مع الواقع الاقتصادي وحركة النقل الجوي.
هدر الأموال... ومطارات على ورق
يرى خبراء طيران أن جزءاً كبيراً من الأموال المصروفة على المطارات يُعد هدراً مالياً وفساداً يلتهم الإيرادات، في ظل تعطل معظم المطارات، رغم محاولات حكومية عديدة لإعادة تشغيله عبر الإنفاق الضخم.
ويعلّق الخبير في شؤون الطيران، حسين عبد الجليل، على واقع المطارات الليبية بلغة لا تخلو من المرارة، قائلاً إن أغلب المطارات في ليبيا وُلدت على الورق فقط، ولم تتجاوز مرحلة الإعلان أو وضع الأساسات، بينما ظلّت غير مستغلة أو تعمل بقدرات تشغيلية محدودة جداً لا تتناسب مع الأموال التي صُرفت عليها. وقال: منها قرارات صدرت لإنشاء مطار غريان وأخرى لمطار آخر في الخمس، وحكومة البرلمان (حكومة شرق التي يسيطر عليها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر) أصدرت قراراً لإنشاء مطار في منطقة الزاوية خارج نطاقها الإداري.
الصين تعود إلى ليبيا... نفوذ اقتصادي وسباق جديد على
ارسال الخبر الى: