عاجل صرف مرتبات آلاف الموظفين في 5 محافظات يمنية والشهداء يحصلون على مستحقاتهم

في خطوة تبعث الأمل وسط معاناة طالت شهوراً، أعلنت 3 مؤسسات مالية يمنية اليوم عن صرف مرتبات آلاف الموظفين المتأخرة في 5 محافظات جنوبية وشرقية، بعد انتظار دام أكثر من شهرين. الفرحة تعم وجوه العائلات التي انتظرت هذه اللحظة كانتظار المطر في الصحراء، بينما تتسارع خطوات الموظفين نحو البنوك لاستلام مستحقاتهم التي طال انتظارها.

أم فاطمة، موظفة في مكتب التربية بلحج، لا تخفي دموع الفرح وهي تحتضن إشعار البنك: شهران والأطفال يسألونني عن المصروف المدرسي، اليوم أخيراً سأتمكن من تلبية احتياجاتهم الأساسية. المشهد يتكرر عبر عدن وأبين ولحج وحضرموت وشبوة، حيث تعلن الهيئة العامة للبريد وبنكان تجاريان عن بدء صرف مرتبات شهري أغسطس وسبتمبر، بالإضافة لمستحقات أسر الشهداء والمصابين التي تأخرت منذ يوليو الماضي.

خلف هذا الإعلان المفرح تكمن سنوات من المعاناة والانتظار التي عاشتها آلاف العائلات اليمنية منذ بداية الصراع عام 2014. انقسام البنك المركزي ونقص السيولة المزمن حوّل صرف المرتبات إلى معركة شهرية يخوضها الموظفون الحكوميون. د. أحمد الحبيشي، الخبير الاقتصادي، يؤكد: انتظام صرف المرتبات مؤشر إيجابي نحو استقرار المؤسسات المالية، لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان الاستمرارية.

تأثير هذه الخطوة يتجاوز الارتياح النفسي للموظفين ليصل إلى تنشيط عجلة الاقتصاد المحلي. سالم العامري، صاحب محل خضار في عدن، يروي: منذ ساعات الإعلان والزبائن يتصلون لحجز احتياجاتهم، المرتبات تعني حياة جديدة للأسواق. هذا التحفيز الاقتصادي يشمل قطاعات التعليم والصحة والتجارة، حيث تسدد العائلات ديونها المتراكمة وتؤمن احتياجاتها الأساسية. الفرصة الذهبية متاحة الآن للموظفين لاستثمار مبالغهم المتراكمة في مشاريع صغيرة تضمن استمرارية الدخل.

بينما تنطلق عملية الصرف عبر شبكات البنوك ونقاط الخدمة المتنوعة، تبقى أعين الجميع مُعلّقة على السؤال الأهم: هل ستستمر هذه الخطوة الإيجابية وتتوسع لتشمل محافظات أخرى، أم ستواجه تحديات جديدة تعيدها إلى دوامة التأخير والانتظار؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن اليوم يحمل بصيص أمل لآلاف العائلات التي تستحق الاستقرار والكرامة.