كيف لمجرم حرب أن يمنح جائزة سلام
43 مشاهدة

صدى الساحل - محمد السماك
قدّم رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلباً رسمياً باسم حكومته إلى لجنة جائزة نوبل للسلام يطلب فيه منح الجائزة هذا العام إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتباهى في تقديم نسخة عن هذا الطلب إلى الرئيس ترامب نفسه.
في هذا الطلب إشكاليّات عدّة، خصوصاً أنّ نتنياهو أعلن أنّه قدّم الطلب ليس فقط باسم اسرائيل، بل باسم اليهود في العالم جميعاً:
1- نتنياهو متّهم أمام القضاء الإسرائيلي بسوء الأمانة والرشوة والتزوير والكذب. وتقول الدراسات الإحصائيّة التي نُشرت في الإعلام الإسرائيلي إنّ 70 في المئة من الإسرائيليين يعارضون استمراره على رأس الحكومة. ولذلك يتهرّب من المحاكمة بالتوغّل في الحرب.
2- دانت منظّمات يهوديّة في العديد من الدول سياسة نتنياهو التي تميّزت بجرائم ضدّ الإنسانية في غزّة والضفّة الغربية، ورفع حاخامات يهود في أوروبا والولايات المتّحدة أصواتهم عالياً ضدّ الجرائم التي ارتكبتها قوّاته ولا تزال. ولذلك لا يتمتّع بالصدقيّة ليتحدّث باسم يهود العالم ولا حتّى باسم الإسرائيليين جميعاً.
هذا من حيث الشكل، وأمّا من حيث الجوهر فإنّ السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل يحقّ لمتّهم أو لمرتكب جريمة الإبادة الجماعية في غزّة، قتلاً وتدميراً وتجويعاً وتهجيراً، الذي أدانته المجتمعات المختلفة في العالم، وقامت التظاهرات المستنكِرة لجرائمه الوحشيّة ضدّ الإنسانية في الولايات المتّحدة وبريطانيا وأوروبا، وفي العديد من الدول الأخرى في آسيا وإفريقيا… هل يحقّ لمتّهم بارتكاب هذه الجرائم ضدّ الإنسانية أن يرشّح شخصاً ما للحصول على جائزة نوبل للسلام؟
هل يصحّ ترشيح رئيس دولة (دونالد ترامب) كان شريكاً لنتنياهو في ارتكاب جرائمه ضدّ الإنسانية في غزّة من خلال مدّه بالذخيرة والسلاح والتغطية السياسية في الأمم المتّحدة (الفيتو الأميركي لتعطيل أيّ مشروع بالإدانة)، ومن خلال المشاركة في عمليّاته العسكرية المدمّرة (قصف إيران مثلاً)؟
أين قيمة الجائزة؟
من هنا السؤال: ماذا يبقى من قيمة معنوية لجائزة نوبل للسلام إذا مُنحت فعلاً بناء على طلب رئيس حكومة متّهم أو مُدان عالميّاً بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية إلى رئيس متّهم بتغطية هذه الجرائم والمساعدة
ارسال الخبر الى: