لماذا فضل الشيخ صالح حنتوس الكرامة على السلامة ياسر الحسني

104 مشاهدة
في قصة تمثل صمود الرجال وأبطال العلم والعزة تبرز شخصية الشيخ صالح حنتوس الذي اختار أن تكون الكرامة عنوان حياته حتى على حساب سلامته الشخصية فكيف كانت مسيرته ولماذا رفض الشيخ صالح أن يترك منطقته رغم الضغوطات والمضايقات التي تعرض لها من يعرف الشيخ صالح يعرف لماذا يرفض الاستسلامكان الشيخ صالح حنتوس شامخا كجبال ريمة الشماء تلك الجبال التي ما زالت تحكي عن صمود لا ينكسر ورجولة لا تلين نذر حياته لتعليم الأجيال فكان منارة للعلم في منطقة السلفية في كل يوم كان يعلم طلابه قيم الشجاعة والكرامة والإقدام ما كان يقوله لهم في أيام التدريس طبقه واقعا في حياته فقد كان لا يؤمن بمفهوم الاستسلام أو التراجع بل كان يربي الأجيال على التمسك بالكرامة والمبادئ مهما كانت التحديات الشيخ صالح حنتوس رجل التربية والاجتماعكان الشيخ صالح حنتوس المسئول التربوي الأول في محافظة ريمة حيث كان يشغل منصب مدير المعاهد العلمية في المحافظة بعد إلغاء تلك المعاهد في تلك الفترة بدأ الشيخ بتأسيس دار القرآن الكريم في مديرية السلفية ليصبح الدار منارة علمية ودينية في المنطقة لم يكن دور الشيخ صالح في مجال التعليم مقتصرا على تحفيظ القرآن الكريم فقط بل كان رائدا في العمل الاجتماعي والإنساني في مديريته منذ الثمانينات ساهم الشيخ صالح بشكل كبير في بناء جيل كامل من المتعلمين والمثقفين في منطقة السلفية حيث سعى إلى تعليم أبناء المنطقة وتثقيفهم رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد وخاصة بعد آثار الحرب الأهلية التي عصفت باليمن في تلك الحقبة الفترات الصعبة احتضان الأيتام في منزلهمنطقة السلفية كانت تعاني من آثار الحرب الأهلية حرب الجبهة في الثمانينات وكانت بحاجة إلى أبطال من نوع آخر يتجاوزون الخلافات السياسية والمذهبية ويعملون من أجل رفعة المجتمع فكان الشيخ صالح وزوجته الفاضلة يقيمان في بيتهما مأوى لليتامى حيث كانوا يقدمون لهم المأكل والمشرب والملابس والتعليم هذا التوجه الإنساني لم يكن إلا تعبيرا عن تفانيه في خدمة أبناء المجتمع وخاصة في وقت كان فيه الناس بحاجة إلى دعم كبير المضايقات الحوثية الشيخ صالح يرفض الخضوعمنذ سنوات وميليشيا الحوثي الإرهابية في مضايقة الشيخ صالح حنتوس بدأت القصة عندما جاء مسلحون حوثيون للقاء الشيخ وحاولوا أن يضغطوا عليه لإغلاق السكن الداخلي لطلاب دار القرآن الكريم من أبناء القرى المجاورة أقيل من منصبه كمدير للدار وطرد الطلاب ومع مرور الوقت أغلقت الميليشيا دار القرآن الكريم في السلفية بشكل كامل في عام 2022 وصادرت جميع المباني التي كان الشيخ قد بناها وسلمت تلك المباني لمشرف حوثي بينما تركوا المسجد للشيخ صالح ليبقى مسؤولا عنه رفض العروض والضغوطات الشيخ صالح يرفض الاستسلامعلى الرغم من الضغوطات المتزايدة من ميليشيا الحوثي سعى العديد من المشائخ وأعضاء وقيادات محلية إلى إقناعه بالخروج من منطقته أو تسليم نفسه إلا أنه ظل رافضا لكل هذه العروض فقد كان على يقين أن مغادرته لمنطقته أو تسليمه نفسه يعني الرضوخ للظلم وهو ما لا يمكنه قبوله رفض الشيخ صالح تلك العروض بشدة متمسكا بموقفه الثابت في أن يظل في أرضه يدافع عن كرامته ويستمر في رسالته في تعليم القرآن الكريم لم يكن هذا الرفض مجرد مواقف كلامية بل كان قرارا حاسما يعكس التزامه الكامل بالمبادئ التي آمن بها طوال حياته الصمود في وجه التهديداتفي الأشهر الأخيرة استمر الشيخ صالح في رفض المغادرة وقال سأظل في بيتي ومسجدي متمسكا بموقفه الراسخ مظهرا عزيمة لا تلين على الرغم من المحاولات المتكررة من قبل العديد من المشائخ والوجهاء لإقناعه بالخروج كان دائما يرفض بشكل قاطع كان الشيخ صالح يعلم أن المغادرة تعني تسليم إرادته فاختار أن يظل في مسجده يعلم الناس القرآن الكريم واللغة العربية مدافعا عن القيم والمبادىء التي علمها لطلابه لعقود لكن في المقابل كان الحوثيون يظنون أن تهديداتهم وإرهابهم كفيلان بإجباره على الرحيل يسمونها المسيرة القرآنية لكنهم في الحقيقة كانوا يذبحون القراء على أعتاب المصاحف لقد حاولوا إغلاق دار القرآن الكريم وفرضوا سلطتهم على كل شيء لكن الشيخ صالح رفض أن يكون جزءا من تلك المسيرة التي تسيء لكل ما كان يقدسه مع مرور الوقت زادت الميليشيا الحوثية في مضايقة الشيخ وأسرته بأساليب شنيعة آخر تلك الأساليب كانت إطلاق النار على أسرته أثناء ذهابهم للتسوق وهي محاولة قذرة لإرهاب العائلة وإجبار الشيخ على الاستسلام كما أن زوجته في السبعين من عمرها أصيبت جراء القصف الحوثي العنيف الذي طال منزلهما اختيار الكرامة على السلامةقصة الشيخ صالح حنتوس ليست مجرد قصة رجل رفض أن يبيع كرامته بل هي تجسيد حي لمفهوم الصمود والإباء في مواجهة الطغاة اختار الشيخ صالح أن يكون درسه في الحياة للآخرين هو أن الكرامة أعلى من السلامة وأن المبادئ لا يمكن أن تفرط مهما كان الثمن لقد واجه الحوثيين في ظل إرهابهم واختار أن يكون شوكة في حلوقهم فلم تنجح تهديداتهم ولا محاولاتهم لثنيه عن مساره هذا الرجل الذي اختار أن يبقى في قلب المعركة يعلم جيدا الثمن الذي قد يدفعه لكنه جعل من الكرامة والتضحية فصولا لم تنته بعد القصة التي لا تزال تكتب بدماء الشرفاء والشجعان ستظل في ذاكرة الأجيال يسجلها التاريخ بمداد من عزة وحرية رغم الألم الذي تحمله الشيخ صالح تظل قصته مصدر إلهام لكل يمني حر ولكل جمهوري يسعى لاستعادة هويته وكرامته في مواجهة قوى الإرهاب والظلم إن مواقفه تمثل درسا حيا عن مقاومة القهر في زمن استشرى فيه الخنوع والجبن أمام مليشيا تستخدم الإرهاب سلاحا لمن لا يؤمن بفكرها العنصري

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح