قصة ناجي الذي طاردته ميليشيا الحوثي حتى آخر الحدود

170 مشاهدة
في أحد أحياء العاصمة صنعاء قبل أن تغير الحرب معالم اليمن كان ناجي يعمل بهدوء في أروقة مديرية السبعين سكرتيرا ومساعدا لمدير إدارة المشاريع ولجنة المناقصات بين الأوراق والمشاريع وتقارير النشر وجد في وظيفته الحكومية منذ عام 2007 فسحة من الاستقرار والعمل الشريف لكن سرعان ما انقلب كل شيء حين بدأ الفساد يزحف إلى مكتبه كان يطلب مني التلاعب في الوثائق توقيع صفقات غير قانونية وتمرير مناقصات غير نزيهة يقول ناجي بصوت هادئ ونبرة لا تخلو من المرارة رفضت المشاركة لكن الضغط كان لا يحتمل استقلت في عام 2010 لأنني لم أكن قادرا على المضي في طريق لا يشبهني غادر ناجي الوظيفة غير مدرك أن خروجه من العمل سيكون بداية لخروج أكبر من الوطن نفسه في عام 2012 ومع وصول الحوثيين إلى مدينة دمت مسقط رأسه في محافظة الضالع بدأت المدينة تتغير كانوا يخطبون في المساجد والميادين يروجون لفكرهم ويجندون الشباب علنا يروي ومع نهاية ذلك العام اختطف الحوثيون عددا من أصدقائه لم يكن أمامه متسع من الوقت للتفكير فحين وصلته أوراق التجنيد قررت عائلته أن الوقت قد حان للهروب في 17 نوفمبر 2012 غادرت اليمن سرا إلى السعودية كنت خائفا حزينا وأشعر أنني أهرب من بلادي وليس فقط من الخطر يقول ناجي لكن حتى في الغياب لم ينسه الحوثيون طوال السنوات من 2012 حتى 2020 زار الحوثيون منزل أسرته مرات عدة كانوا يرسلون عاقل الحارة للتحقيق عن مكاني ويهددون عائلتي بل طلبوا من والدي دفع مبالغ مالية كتعويض عن غيابي يوضح ناجي أما السبب فيرى أنه يعود إلى ماضيه المهني مع الحكومة وإلى ما بعد هروبه حين تحول منزله في السعودية إلى مأوى للناشطين والمطاردين كنت أستضيف من فروا بسبب مواقفهم السياسية بعضهم كان معروفا على وسائل التواصل الاجتماعي ونشرت صور تجمعني بهم أعتقد أن هذا أثار غضب الحوثيين فصاروا يعتبرونني خصما صريحا بعد ثماني سنوات في المنفى قرر ناجي في 15 يناير 2020 أن يعود إلى اليمن اعتقدت أنهم نسوني وأن الأمور هدأت بعد سيطرتهم الكاملة على الشمال يقول دخل البلاد سرا عبر الحدود البرية وتوجه إلى دمت كانت العودة محفوفة بالقلق لكنه أراد رؤية عائلته لم يدم الأمان طويلا في 13 يناير تلقى اتصالا من والدته وهو في زيارة لأعمامه أخبرته أن ثلاثة أو أربعة مسلحين من الحوثيين جاؤوا إلى المنزل يسألون عنه قالوا لها اتصلي بناجي وخليه يطلع نريد أن نتحدث معه وعندما أجابتهم بأنه ليس موجودا تركوا لها استدعاء رسميا باسمه فهم ناجي الرسالة فورا في الليلة نفسها التقى سرا بوالدته وزوجته جمع القليل من حاجياته واتصل بمهرب ليساعدهم على الخروج مرة أخرى من البلاد كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر لكن المهربين كما يقول كانوا يعرفون الطرق التي لا تسيطر عليها ميليشيا الحوثي وعند بعض النقاط كان السائق يدفع رشاوى لتمريرهم لكنهم نجوا بأعجوبة اليوم يعيش ناجي في المنفى من جديد لا يحمل حقدا لكنه لا يرى أفقا للعودة هربت مرتين من أجل حريتي ولن أضع رقبتي تحت القمع مرة أخرى يقول بنبرة حاسمة قصة ناجي هي حكاية آلاف اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم بين نارين إما الخضوع لقوة الأمر الواقع أو الهروب نحو المجهول لكنه مثل كثيرين اختار المجهول على أن يخون قناعاته

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح