قرار سموتريتش بشأن أراضي الضفة وأد حلم الفلسطينيين بإقامة دولة

٣٢ مشاهدة
لم تمض ساعات قليلة على إعلان وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مصادرة أكثر من 24 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية حتى أصدر إعلانا آخر بإغلاق ما تسمى الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال بهدف ضم الضفة الغربية وهو ما يحقق هدفه بالقضاء ووأد حلم الفلسطينيين بإقامة دولة وتقع غالبية الأراضي التي قرر سموتريتش مصادرتها في محيط مدينة القدس وامتدادها في أراضي الضفة الغربية وفي إقراره الصريح إغلاق ما تسمى بـالإدارة المدنية الذراع التنفيذية لجيش الاحتلال بهدف ضم الضفة لإسرائيل كشف سموتريتش النقاب عن أنه بحث هذا المخطط مع رئيس حكومته بنيامين نتنياهو لتنفيذه خلال ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وأد حلم الدولة الفلسطينية ويقول خبراء ومتابعون للشأن الاسرائيلي في أحاديثهم مع العربي الجديد إن هذه الخطوة من قبل سموتريتش تشكل نقلة نوعية في جهود دولة الاحتلال التي تهيمن على مفاصل الحكم فيها الصهيونية الدينية المتطرفة التي تسعى من وراء ذلك إلى تحقيق جملة من الأهداف السياسية والاستراتيجية يقف على رأسها القضاء على حلم الفلسطينيين بإقامة دولة لهم على أراضيهم المحتلة وتهدف دولة الاحتلال وفق الخبراء والمختصين إلى تحقيق أهدافها من خلال تكثيف الاستيطان وتوسيع انتشاره بما يفضي إلى إقامة ما يسمى بالقدس الكبرى التي تساوي مساحتها ما نسبته 10 من مساحة الضفة الغربية وهو ما يفسر الهجمة الاستيطانية الجديدة على تخوم القدس ومصادرة آلاف الدونمات من أراضي بلدات وقرى شرق القدس وصولا إلى منطقة الاغوار إضافة إلى أراضي بلدات وقرى جنوب المدينة المقدسة والتي تشهد إقامة بنى تحتية متطورة من أنفاق وشوارع عريضة ويأتي قرار المصادرة الجديد لأراضي الفلسطينيين ليضاف إلى مصادرة عشرات الاف آلدونمات منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 ولغاية اليوم إقامة القدس الكبرى ويرى الباحث المختص في شؤون الاستيطان خليل تفكجي في حديث لـالعربي الجديد أن قرار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مصادرة 24 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية إنما يهدف إلى توسيع حدود القدس الكبرى وستمتد هذه الحدود بحسب الباحث الفلسطيني على ما يساوي 10 من مساحة الضفة الغربية مستغلا الظروف الاستثنائية محليا ودوليا وانشغال العالم بالحرب المستمرة على غزة إضافة إلى وصول دونالد ترامب للسلطة في الولايات المتحدة والذي كان قد أعلن في السابق القدس عاصمة لدولة الاحتلال ويوضح تفكجي أن ما طرحه سموتريتش يتعلق أساسا بمساحات واسعة من الأراضي في حدود القدس الخالية والتي تشكل رصيدا كبيرا ومهما واستراتيجيا من الأراضي يشكل أساس القدس الكبرى الموسعة ويشير المتحدث ذاته إلى أنه في الشرق تقع مستوطنة معاليه أدوميم كبرى المستوطنات اليهودية في محيط القدس والتي ستمتد باتجاه البحر الميت أما في الجنوب فهناك التجمع الاستيطاني غوش عتصيون الزاحف باتجاه القدس ما يستوجب مصادرة الأراضي وتحويلها من أراض خاصة إلى أراضي حكومية ومحميات طبيعية ومناطق عسكرية تفكجي قضية القدس الكبرى عام 2050 بدأت بالتبلور بشكل كبير جدا ويعني ذلك بحسب تفكجي أن قضية القدس الكبرى عام 2050 بدأت بالتبلور بشكل كبير جدا حيث تجري إلى الشرق من معاليه أدوميم أعمال إقامة مطار وسكك حديدية وتوسيع التجمعات الاستيطانية القائمة وإزالة التجمعات البدوية في تلك المناطق خاصة منطقة الخان الأحمر ويلفت إلى أن الحال هذا أيضا في منطقة مجدال عوز وغوش عتصيون في الجنوب وهي أيضا ضمن حدود القدس الكبرى التي تم فيها فتح أنفاق خاصة في منطقة بيت جالا باتجاهين وتوسيع الشوارع العريضة في هذه المنطقة وكذلك الحال في منطقة مسافر يطا المتاخمة لمنطقة النقب تمهيدا لفرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية خاصة في حدود منطقة القدس الكبرى المقترحة بحسب الخبير الفلسطيني ويشير تفكجي إلى أن هذه المناطق التي ستشمل أراضيها المصادرة ليست خالية من الفلسطينيين بل توجد فيها تجمعات سكانية كبيرة كما الحال في عناتا والعيزرية والطور وأبو ديس والسواحرة وصولا إلى البحر الميت وكذلك الحال بالنسبة لقريتي العبيدية وعرب التعامرة ويمضي قائلا بعد اتخاذ القرار بالمصادرة الجديدة لم يبق سوى منح القوننة لهذه المشاريع في الكنيست وبالتالي هم يريدون حسم قضية القدس مستغلين الظروف الاستثنائية الحالية التي يمر بها الشعب الفلسطيني واستثمار وصول ترامب للسلطة واعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وبالتالي هم يريدون توسعة هذه العاصمة بشكل كبير جدا والتي تعادل في مساحتها 10 من الضفة الغربية انعكاسات وتداعيات من جانبه يقول المحلل السياسي محمد الهلسة في حديث لـالعربي الجديد إن القرار الذي أعلنه سموتريتش متعلق أساسا بأراض في غالبيتها أراض خاصة وتحديدا في المنطقة الواقعة جنوبي مستوطنة معاليه أدوميم وقد قيل إن الغرض هو لتوسعة هذه المستوطنة وهي أراض تعود لأصحاب البلدات الواقعة شرقي مدينة القدس وهي العيزرية والسواحرة وأبو ديس وعناتا القرار الذي أعلنه سموتريتش متعلق أساسا بأراض في غالبيتها أراض خاصة ويشير الهلسة إلى أن أهم انعكاسات وتداعيات قرارات المصادرة هذه تتمثل بمصادرة الأرض ومنع أصحابها من الاستفادة منها أو التوسع العمراني فيها وهي بالمناسبة أراض تعتبرها اسرائيل جزءا من مناطق ج تضع يدها عليها لأغراض توسعية استيطانية وعسكرية لتخنق البلدات الفلسطينية المجاورة في حدود هيكلية معينة تمنع التوسع خارجها أما على المستوى الوطني فالهدف منها وفق الهلسة تقطيع أوصال الأرض الفلسطينية ما يقود إلى الهدف التالي وهو سياسي يرتبط أولا بالتحضير والتمهيد لضم مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لتحويلها إلى سيطرة إسرائيل وهذا جزء من تفكير اسرائيلي استراتيجي يقوم على استغلال فترة وجود ترامب لضم الضفة الغربية السيطرة وقطع التواصل وتركز إسرائيل على ثلاث مناطق استيطانية أساسية وهي غوش عتصيون ومعاليه أدوميم وأرئيل باعتبارها ثلاثة أصابع استيطانية ممتدة في داخل حدود 1967 ككتل وليست مجرد مستوطنات صغيرة ولذلك الهدف الأول هو إلحاق المزيد من الأراضي الفلسطينية إلى السيطرة الاسرائيلية الكاملة وتحويل صفتها من أراض محتلة متنازع عليها إلى أراض إسرائيلية وإلحاقها بالقانون المدني الإسرائيلي وربما في هذا السياق يأتي حديث سموتريتش إلى إلغاء الإدارة المدنية في منطقة الضفة الغربية وفق الهلسة أما الهدف الثاني بحسب المحلل الفلسطيني فهو منع التواصل الجغرافي بين التجمعات والمدن الفلسطينية في الشمال والجنوب وسيمنع ذلك فكرة الدولة الفلسطينية وأوضح أن هذا الهدف لا يخجل منه سموتريتش الذي يقول إننا نعمل على الأرض لوأد فكرة الدولة الفلسطينية ليس في إطار التشريعات وفي إطار الإجماع الإسرائيلي وحسب وإنما على الأرض أيضا ويلفت إلى أن وأد فكرة هذه الدولة حتى في حال انسحب اليمين الإسرائيلي من الحكم نتاج تحولات معينة لن تستطيع حكومات ولو كانت أقل تطرفا من أن تغير الحقائق على الأرض وستجبر الفلسطينيين على القبول بهذه الحقائق وبالتالي نصبح أمام كينونة فلسطينية مجزأة وحكم ذاتي مدني بلدي مقسم ومجزأ وعليه يتحقق إنهاء حلم إقامة دولة فلسطينية التي تقول عنها إسرائيل قاطبة اليوم إنها خطر عليها ويرى الهلسة أن هذا القرار يأتي في توقيت تحضر فيه إسرائيل عرض هذا الملف أمام الرئيس الأميركي ترامب صاحب فكرة المقايضات والذي أجزل على إسرائيل الهدايا والعطايا في ولايته الأولى 2016 2020 وبالتالي فإن الحكومة الإسرائيلية تفترض أن منح الولاية على أراضي الضفة ستكون سهلة بجرة قلم ولهذا تمهد فعليا قبل قدوم ترامب لفرض هذه المسألة كأمر واقع التخلي عن غزة مقابل السيطرة في الضفة ويشير الهلسة إلى أن هذه الخطوة أيضا تأتي في سياق حديث إسرائيلي عن صفقة لأنها إذا ذهبت إلى صفقة إن أراد هذا اليمين التخلي عن فكرة احتلال غزة واستيطانها فربما يترك له نتنياهو وترامب إطلاق يده في الضفة الغربية تعويضا عن قبوله بوقف القتال والحرب في داخل قطاع غزة والتخلي عن فكرة الاستيطان فيه وهو يعتبر أراضي الضفة أكثر أولوية من أراضي قطاع غزة وبالتالي تحقق حكومة الاحتلال هدفها بمنع فكرة إقامة دولة فلسطينية حشر الفضاء الفلسطيني في الضفة في غضون ذلك يحذر الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد في حديث لـالعربي الجديد من الانعكاسات الخطيرة لهذا القرار قائلا سيكون لهذا القرار انعكاسات كبيرة حيث يؤسس لحشر الفلسطينيين في فضاء ضيق في الضفة الغربية ومصادرة ما تبقى من أراض والقضاء على أية أبعاد سياسية للقضية الفلسطينية كحل الدولتين ويعتقد أبو عواد أن سموتريتش يخطط لأن لا يكون هناك في المستقبل أي حل أو من الممكن إيجاد أية ترتيبات سياسية ويلفت إلى أن إعلان سموتريتش إغلاق الإدارة المدنية يأتي في هذا السياق لأن وجود الإدارة المدنية ووجود بعض الإدارات المفصولة عن الشكل التقليدي لما يحدث في دولة الاحتلال هذا بالنسبة لسموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هو منحى غير مرغوب وبالتالي يحب أن يكون هناك سرعة في اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل تهيئة المجتمع الدولي والمحلي والإقليمي لعملية الضم التي ستقوم بها إسرائيل ويتابع أبو عواد وبالتالي متوقع أن سموتريتش كما نتنياهو وكما الحكومات السابقة سيسارعون إلى ملاءمة الواقع في الأراضي الفلسطينية ليس فقط لمجرد الضم إنما من أجل بعث رسالة مفادها بأنه لا إمكانية لأية حلول سياسية أو دبلوماسية وبالتالي سموتريتش يجد أن هناك فرصة ليسارع إلى استغلال هذه الفرصة وتطبيقها على الأرض

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح