شهر من المكاسب الإسرائيلية بالجملة من هدنة لبنان حرية التحليق
٦٣ مشاهدة
تشعر دولة الاحتلال الإسرائيلي بثقة كبيرة كسرت حاجز الخوف من مواجهة حزب الله بعد اغتيال قيادات الصف الأول خلال الحرب وتوجيه ضربات صعبة له ولترسانته العسكرية وتعززت الانتهاكات الإسرائيلية خلال فترة 30 يوما منذ الاتفاق على هدنة لبنان عبر اختبار إسرائيل بنجاح حرية الحركة والتحليق في أجواء لبنان في عمليات تجسسية وهجومية ومواصلة انتهاك الاتفاق وقصف واحتلال مناطق في لبنان دون رد يذكر وتعزز عدم الرد على الانتهاكات الإسرائيلية تقديرات دولة الاحتلال بخسارة حزب الله نسبة وازنة من قدراته العسكرية ومقاتليه فضلا عن خسارته طرق وصول السلاح إليه عبر الأراضي السورية وخسارة إيران نفوذا واسعا في المنطقة وربما يؤكد كل ذلك وشواهد أخرى أن اتفاق هدنة لبنان كان سيئا للبنان على الأقل حتى هذه المرحلة رغم حاجة البلد إلى وقف إطلاق النار وعدم احتماله المزيد من الأزمات وتراهن دولة الاحتلال أيضا على تراجع نفوذ حزب الله داخل لبنان كما مكنها الاتفاق من تفكيك معادلة وحدة الساحات والفصل بين لبنان وغزة هدنة لبنان تعيد الردع لإسرائيل وتعتبر استعادة الردع بعد فقدانه في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 يوم عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية من أهم إنجازات إسرائيل على الجبهة اللبنانية وفق الصورة الحالية التي تظهر بعد مرور شهر على هدنة لبنان التي لا تزال قيد الاختبار فضلا عن تعزيز التعاون الدولي من قبيل التوافق مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق وخفض التوتر بين الدولتين بسبب خلافات شهدتها ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو رغم عدم منعها السلاح عنها كما أعلن نتنياهو أن الاتفاق سيسمح بتزويد إسرائيل بمزيد من الأسلحة الأميركية مكن الاتفاق إسرائيل من تفكيك معادلة وحدة الساحات والفصل بين لبنان وغزة واستفادت إسرائيل بموافقتها على دور فرنسي في هدنة لبنان مقابل منح الحصانة لنتنياهو ووزير أمنه السابق يوآف غالانت من أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضدهما بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة وربما استفادت على المستوى الدبلوماسي مع الأمم المتحدة بإبداء نوايا وكأنها حسنة أمام المجتمع الدولي في وقت تواصل فيه حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وعجز لبناني بعد الموافقة على وقف إطلاق النار كان نتنياهو قد شكر الولايات المتحدة على دورها في التوصل إلى هدنة لبنان مشيرا إلى أنه يحافظ بضمانات أميركية على حرية الحركة لإسرائيل وتطبيقها الاتفاق في حال انتهاكه وهو ما يبدو أن إسرائيل تجاوزته بهجماتها اليومية في لبنان بحجة وجود تجاوزات من قبل حزب الله وربما تحاول دولة الاحتلال لحسابات داخلية وخارجية من خلال الانتهاكات والهجمات المتكررة وهو ما بدأ منذ اليوم الأول من دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 27 نوفمبر تشرين الثاني الماضي إثبات أن يدها هي العليا بعد تمكنها من فرض واقع جديد على الحدود وعلى حزب الله عبر الضربات التي وجهتها إليه وفيما ينص أحد بنود هدنة لبنان على حق إسرائيل ولبنان في الدفاع عن نفسيهما يتضح بعد مرور 30 يوما أن إسرائيل وحدها هي التي تهاجم بحجة الدفاع عن النفس فيما لا رد عسكريا من الجهة اللبنانية على الانتهاكات الإسرائيلية وإنما تقديم الدولة اللبنانية شكاوى ضد إسرائيل كما استفادت من إبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني وعدم عودته إلى الحدود مجددا وتختبر ذلك عمليا على أرض الواقع بعدم وجود أي تهديد لها رغم الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة وفي المقابل يواصل جيش الاحتلال تفكيك البنية العسكرية لحزب الله في الجنوب كما يصادر أسلحة من القرى التي ما زال يحتلها وأعلن جيش الاحتلال الأربعاء الماضي تمكنه من مصادرة أكثر من 85 ألفا من قطع السلاح والوسائل القتالية والمركبات العسكرية والعتاد التابع لحزب الله خلال عمليته البرية في جنوب لبنان وبالمقابل يبقي جيش الاحتلال على حالة التأهب والمراقبة الحثيثة لمنع إعادة تسليح الحزب وفيما ينص الاتفاق على وقف الانتهاكات الإسرائيلية وسحب إسرائيل كامل قواتها في غضون 60 يوما منذ بدء الاتفاق يستعد جيش الاحتلال لاحتمال البقاء في لبنان حتى بعد انقضاء هذه الفترة بحسب ما أشار إليه تقرير في صحيفة هآرتس أمس الخميس وأكد الجيش أنه إذا لم يلتزم الجيش اللبناني بتعهداته في الاتفاق ولم يحقق السيطرة الكاملة على جنوب لبنان فسيتعين على الجيش الإسرائيلي البقاء هناك حتى يفي الجيش اللبناني بالتزاماته ويتوافق هذا التوجه مع ما أفادت به قناة i24NEWS الإسرائيلية أخيرا ونقلها عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش اللبناني ينتشر في جنوب البلاد بوتيرة أبطأ بكثير مما تم الاتفاق عليه ونتيجة لذلك بدأت المناقشات في المستوى السياسي حول السؤال ماذا سيحدث إذا لم ينتشروا بالكامل في المنطقة بحلول نهاية أيام وقف إطلاق النار هل ستنسحب إسرائيل كليا حتى في هذا الوضع ضغط على الجيش اللبناني والقوات الدولية وتضغط إسرائيل على الجيش اللبناني والقوات الدولية للعمل الجاد من أجل منع عودة حزب الله إلى المنطقة الحدودية التي مسحت معظم منازلها في خط المواجهة الأول من الوجود كما تواصل البقاء في جزء منها وتدمير الأنفاق يضاف إلى ذلك قيام إسرائيل بطلعات تجسسية وهو ما تضمنه لها الاتفاقية الجانبية مع الولايات المتحدة فضلا عن الاتفاق على تعزيز التعاون بين الطرفين في المعلومات الاستخباراتية بشأن لبنان وقد تستفيد من التزام الولايات المتحدة بالتعاون لصد أي نشاط إيراني في لبنان بما في ذلك منع نقل السلاح وغيره إلى حزب الله ودعم واشنطن لما تعتبره حقها في الرد على التهديدات من الأراضي اللبنانية وتحاول تبرير استمرار هجماتها على لبنان وانتهاكاتها للاتفاق بذريعة ذلك لا استقرار في الشمال رأت أورنا مزراحي أن إحدى نقاط قوة الاتفاق بالنسبة لإسرائيل إعطاء دور للجيش اللبناني وتعزيز صفوفه مع كل ما قد تعتبره إنجازا لها في لبنان والمنطقة تعاين دولة الاحتلال في الوقت ذاته الأضرار الكبيرة في المستوطنات المحاذية للحدود التي دمر بعضها على نحو واسع وهو ما اتضح أكثر منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار عدا عن الانتكاسة الاقتصادية والتحديات الاجتماعية والخسائر العسكرية وغيرها وسيكون الاختبار الحقيقي على المدى الأبعد لما قد تعتبره إسرائيل إنجازا القدرة على الحفاظ على الهدوء لفترة طويلة في الشمال ومنع مواجهة أخرى مع حزب الله مستقبلا ومع كل ما حققته جراء الحرب ومواصلة الانتهاكات الإسرائيلية فإنها لا تزال غير قادرة بعد على إعادة سكان الشمال الذين تركوا منازلهم ومنهم من لن يعودوا أبدا على الأرجح بعد اعتيادهم حياة بجودة أفضل في منطقة تل أبيب ومناطق أخرى وإذا فشل الاتفاق فقد يؤدي حتى إلى عدم عودة شرائح واسعة من سكان الشمال الراغبين بذلك إلى المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان هذا على الرغم من مواصلة الاحتلال إقامة عوائق أمنية على الحدود مع لبنان وتطوير وسائل دفاعية وأخرى للكشف عن التهديدات تحت الأرضية مثل الأنفاق وغيرها وتقول الباحثة في شؤون حزب الله في معهد أبحاث الأمن القومي أورنا مزراحي في بودكاست نشر قبل أيام إن سلسلة الضربات التي تلقاها الحزب أربكته ودفعته إضافة إلى عوامل أخرى نحو وقف إطلاق النار بهدف العمل على إعادة تنظيم نفسه في المقابل أشارت إلى أن المفهوم الجديد في جيش الاحتلال بالنسبة للجبهة الشمالية أن لا مزيد من الاحتواء ويهاجم مباشرة لدى وجود انتهاكات والسؤال برأيها إلى أي مدى سيحتوي حزب الله الضربات وترى أن إحدى نقاط قوة الاتفاق بالنسبة لإسرائيل إعطاء دور للجيش اللبناني وتعزيز صفوفه ولكن السؤال أي جيش سيكون وأي علاقات سيبنيها مع حزب الله الذي سيطمح بدوره ليكون على علاقة جيدة معه والتأثير عليه من الخارج والداخل لكي يتيح له الجيش فعل ما يريد والعودة إلى جنوب لبنان عسكريا وأضافت منحت لنا الإمكانية للعمل ضد الانتهاكات لكن من جهة أخرى هذا قد يخلق نوعا من عدم الاستقرار الأمني على طول الحدود يبدو أن هذا أمر سيتوجب علينا التعايش معه