قراءة تحليلية لنص على حواف الموت لـ أحمد سيف حاشد

67 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

على حواف الموت

أحمد سيف حاشد

كما أسلفتُ؛ أسرتنا الصغيرة في عدن كانت مكونة من أبي وأمِّي وأنا، وأختين توأم هما: (نور وسامية).. أسرة صغيرة وبسيطة تربّص بها الموت مليّاً حتى ظفِر بالزّهرتين، وبلغ الكمد فينا مغاور الروح وأرجاء الجسد.

جاء الموت على نحوٍ غريبٍ وغامض، ما زلتُ أجهل سببهُ وتفسيرهُ إلى اليوم.. شيء لم أفهمه أخذ من أسرتنا الصغيرة الأختين، وكِدتُ أكونُ أنا الثالثَ لولا الألطاف.. ذهب الموت بعد أن أخذ غنيمته، وظلّت أنفاسه ثقيلة تعوي في “بيتنا”، وترفض الرحيل أو الخمود.

أختي (نور) عمرها لا يتجاوز العام.. كانت تصرخ فجأة صراخاً طافحاً وقوياً، وما إن يتم حملها تسكت، وعندما يتم وضعها على الأرض أو الفراش تعاود الصراخ، حتى يكاد ينقطع نفَسها، فتتم المسارعة لحملها من قبل أبي أو أمّي، فتكفُّ عن الصُّراخ، ويستمرّ هذا الحال الذي ينتهي غالباً إلى أن تنام محمولة. وفي إحدى المرّات صرخت ولم تستعد أنفاسها، وماتت في الحال.

توأمها أختي “سامية” عندما صار عمرُها أكثرَ من عام، تكرر معها مشهد ما جرى لأختي “نور”.. نفس الحالة ونفس الأعراض.. تصرخ فجأة دون سبب معروف، ثم تتم المسارعة لحملها من قِبَل أبي أو أمي فتسكت، وعندما يتم إنزالها إلى القاع أو الفراش، تصرخ مجدداً وبصوت متفجر، فيتم حملها بسرعة، وينتهي الأمر إلى أن تنام محمولة.

وبعد قرابة العام من رحيل أختي نور، صرخت “سامية”، فسارع أبي لحملها، ولكن انقطع نفَسُها وماتت.. لم نعرف سبباً لموتها إلى اليوم.. زعم البعض هُراء أنها ماتت؛ لأن البيت التي نحن فيها مسكونة بالجن، وقال آخرون ماتت “فرحة”، وأيُّ فرحةٍ إذاً وصرخة موتها كانت تشق الجدار.

“نور” كانت حياتها أقصر وأسرع، وتفاصيلها عصيّة على الذاكرة، فيما “سامية” ما زلتُ أتذكرها، وأتذكر بعض تفاصيلها إلى اليوم.. كنتُ أمرجحها حتى تنام في “المهد” المصنوع من سعف النخيل، وفي صحوها كنت ألعب معها، وآنس إليها في محبسي، وتشاركني وحدتي.. سامية كانت جميلة وبهية، فيما حياتها كانت كأختها نور قصيرة وسريعة.. حياة خاطفة كلحظة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح