عاجل عاصفة مطرية تضرب اليمن الليلة هل ستغرق المدن الساحلية

في مشهد لم تشهده اليمن منذ 8 أشهر، تنتشر السحب الرمادية الكثيفة عبر 80% من مساحة البلاد الليلة، مُبشرةً بأمطار غزيرة تشمل 15 محافظة في حدث جوي استثنائي. هذه أقوى موجة مطرية هذا العام، والساعات القادمة ستحدد مصير الموسم الزراعي وحياة ملايين اليمنيين الذين انتظروا هذه اللحظة طويلاً.
أحمد الحيمي، مزارع من محافظة إب يبلغ من العمر 52 عاماً، يراقب السماء بعينين دامعتين: انتظرت هذه الأمطار منذ 8 أشهر لإنقاذ محصولي. وبينما تتساقط القطرات الأولى على أرضه المتعطشة، تنتشر رائحة التراب المبلل التي افتقدها اليمنيون لفترة طويلة. المركز الوطني للأرصاد يؤكد: انخفاض 15 درجة في الحرارة خلال 24 ساعة فقط، في تغيير مناخي مفاجئ يذكر بأمطار 2020 التي أنقذت الموسم الزراعي آنذاك.
الموجة الجوية التي تجتاح اليمن الآن تشبه بطانية رمادية عملاقة تغطي مساحة تعادل سوريا والأردن مجتمعتين. د. محمد الشامي، أخصائي الأرصاد الجوية، يوضح:هذه منظومة جوية متطورة تأثرت بالرياح الموسمية، وهي الأقوى منذ بداية العام. السحب تتحرك من الساحل الغربي نحو المرتفعات الجبلية، حاملةً معها الأمل لملايين المزارعين الذين عانوا شهوراً من الجفاف القاتل.
فاطمة السنحاني، أم لثلاثة أطفال من الحديدة، تشاهد السماء بمشاعر مختلطة: أفرح بالمطر ولكنني أخشى من الفيضانات. وعبر أسطح المنازل في صنعاء، يوثق عبدالله المقطري البالغ 28 عاماً هذه اللحظات التاريخية بكاميرا هاتفه. التأثيرات ستشمل توفير مياه الشرب، انتعاش المراعي، وانخفاض أسعار المياه المحلاة، ولكن الخبراء يحذرون من السيول المفاجئة في الأودية والمناطق المنخفضة. المزارعون يتأهبون لاستغلال هذه الفرصة الذهبية، بينما السلطات المحلية تراقب مستويات المياه في السدود.
بينما تقرع قطرات المطر أسقف المنازل المعدنية في سيمفونية طبيعية منتظرة، تبقى الأسئلة الحاسمة معلقة: هل ستستمر هذه النعمة لأسابيع أم ستكون مجرد زخات عابرة؟ الخبراء يتوقعون استمرار التأثيرات لعدة أيام، ولكن المستقبل يعتمد على قدرة اليمنيين على استغلال هذه الفرصة بحكمة. هل ستغير هذه الأمطار مسار الموسم الزراعي ومصير ملايين اليمنيين؟
ارسال الخبر الى: