عاجل محافظ حضرموت يطالب الأمم المتحدة بـ تدخل فوري وصراع قادم قد يدمر المحافظة

في تطور خطير يهدد بتفجير الوضع في أكبر محافظات اليمن، أطلق محافظ حضرموت نداء استغاثة عاجل للأمم المتحدة طالباً تدخلاً فورياً لمنع صراع قد يدمر محافظة تمثل 36% من مساحة البلاد. الساعات القادمة ستحدد مصير نصف مليون مواطن يعيشون تحت وطأة التهديد العسكري، بينما تحوم طائرات التحالف فوق المناطق المتوترة في مشهد ينذر بكارثة إنسانية جديدة.

خلال اجتماع طارئ عبر تقنية الاتصال المرئي، كشف المحافظ سالم الخنبشي تفاصيل مثيرة عن المحادثات السرية مع المسؤول الأممي ماساكي واتانابي، مؤكداً أن الحل الوحيد يكمن في انسحاب فوري لقوات المجلس الانتقالي من مناطق الوادي والصحراء. حضرموت مستقلة بتاريخها وإرثها الحضاري، ولم تكن يوماً ملحقة بأي مسمى، صرح الخنبشي بنبرة حازمة تعكس إصرار المحافظة على هويتها التاريخية العريقة التي تمتد لآلاف السنين.

الوضع المتفجر في حضرموت ليس مجرد نزاع محلي عابر، بل يمثل نقطة تحول حاسمة في مستقبل اليمن بأكمله. فالمحافظة التي تضم أغنى حقول النفط في البلاد، تشهد منذ أسابيع توتراً متصاعداً بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في صراع يذكر بأزمة عدن الدامية عام 2019. اللواء الدكتور محمد القحطاني، رئيس الوفد السعودي الوسيط، يقود جهوداً محمومة لتجنب انهيار اتفاق الرياض الذي حقق استقراراً هشاً لسنوات.

في شوارع المكلا وتريم، يعيش المواطنون حالة ترقب مؤلمة. أحمد المكلا، تاجر في وادي حضرموت، أغلق متجره خوفاً من اندلاع المواجهات: نسمع أصوات الطائرات ليل نهار، وأطفالي يسألونني متى ستنتهي الحرب. بينما تؤكد فاطمة الكثيري، معلمة من مدينة تريم التاريخية: مدارسنا مهددة بالإغلاق مرة أخرى، والأطفال يستحقون مستقبلاً بعيداً عن الصراعات. هذه المعاناة اليومية تتكرر في مئات القرى والمدن عبر المحافظة الشاسعة التي تعادل مساحتها دولة تونس بأكملها.

التحذيرات الدولية تتصاعد مع تأكيد المسؤول الأممي واتانابي أن استقرار حضرموت يمثل حجر زاوية للعملية السياسية المستقبلية في اليمن. الخبراء يحذرون من سيناريو كارثي: إما حل سلمي خلال الـ48 ساعة القادمة، أو انزلاق المحافظة نحو صراع مدمر يقسمها إلى مناطق نفوذ