صوت هند رجب إعادة تموضع في بنية الكارثة

20 مشاهدة

يشتغل فيلم صوت هند رجب على نقطة تماس ذات حساسية خاصة بين الوثيقة والتمثيل. وقد حاولت المخرجة التونسية كوثر بن هنية إعادة بناء المأساة روائياً، بينما تواصل وقوعها الوثائقي في غزة. جرى ذلك تحت ضغط السؤال عن حق السينما في الاقتراب من حدث مفتوح الجرح والزمن. وكان قلق المخرجة ضرورياً لدى الإجابة على السؤال، لأنه أسهم في نجاح محاولتها الوصول إلى فيلم موهوب ومثابر.

عبر صوت هند رجب استطاعت بن هنية أن تصنع سينما تجرِّم المشاهِد ذاته، تجعل من فعل جلوسه والاستماع إلى صوت يتردد عبر الهاتف موقفاً أخلاقياً محرجاً. استوعبت المخرجة ساعات مكثفة من الموت المحتمل، حين كانت الطفلة هند حية ومحاصرة في سيارة مملوءة بالجثث، تستنجد بمتطوعي الهلال الأحمر وهم بدورهم يبذلون الوعود لها بأنهم حتماً قادمون.

واستمرت هذه الـحتماً سبع ساعات، كانت فيها هند نيابة عن عشرين ألف طفل مرسومة بما تيسر من خيال تحت القيامة، بالباستيل الزهري والأحمر المحروق والغبار، وبلون العجز الذي لا نعرف خاصيته اللونية، وشيء آخر سنتعرف إليه في الفيلم اسمه التنسيق، الكلمة الأشدّ بذاءة في التاريخ السياسي للاحتلال والواقعين تحت الاحتلال.

الأمل والعجز في صوت هند رجب

ما حدث عند عرض صوت هند رجب في ثلاث قاعات سينما، وافتتاحه مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يوم الخميس الماضي، ثم الحلقة النقاشية يوم الجمعة أن الجمهور والمتطوعين والطاقمين التمثيلي والتقني، ووالدة هند والمخرجة، كانوا يستعيدون لعبة الأمل والعجز. الأمل ثابت أنه لم يعد موجوداً، والمشاهد يدخل هذه الساعة ونصف الفيلمية، وهو يعرف أن صوت الطفلة هند رجب، انقطع إلى الأبد يوم 29 يناير/كانون الثاني 2024، لكنّه يدخل ليشعر بمزيد من العجز، والغضب، وبمزيد من المسؤولية، وليسمع نداء الاستغاثة يتكرّر، ثم لا يعود ثمة من يسمع ولا يعود صوت يائس سوى صوت مظفر سيكون خراباً... هذي الأمة لا بدّ لها أن تأخذ درساً في التخريب، هو يتأكد أنه عاجز أكثر من متطوعي الهلال الأحمر الواقعين بدورهم تحت سيطرة احتلال يرى دائماً أن أفضل طريقة للتشويش

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح