صنعاء الإعلام الحربي يستحضر توشكا مجددا ماهي الرسائل
وجاء الإحياء عبر نشر صورة تحمل عبارة: «اختلط الدم الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي والداعشي والقاعدي»، في رسالة واضحة تزعم أن الموقع المستهدف كان مقراً مشتركاً يجمع عناصر من خلفيات وجنسيات متعددة.
وكانت تقارير قد أفادت آنذاك بمقتل قائد القوات السعودية في اليمن، عبدالله السهيان، وقائد القوات الإماراتية، سلطان الكتبي، إلى جانب أكثر من 150 قتيل مختلف الجنسيات التي تقاتل في صف التحالف.
ويأتي هذا الاستحضار في لحظة سياسية وعسكرية بالغة الحساسية، تتزامن مع تصاعد الحديث عن تحضيرات في معسكر التحالف لاحتمال شن حرب جديدة على صنعاء، واستمرار اتهامات للمملكة العربية السعودية بالمماطلة في تنفيذ استحقاقات السلام المتفق عليها سابقاً.
ويرى مراقبون أن عملية إحياء هذه الذكرى تحمل رسائل ردع متعددة، تهدف إلى التذكير بالقدرة التاريخية لقوات صنعاء على توجيه ضربات موجعة وعميقة، وتحذير من أن أي مغامرة عسكرية جديدة ستواجه رداً قاسياً يزيد كلفتها البشرية والمادية بشكل كبير عما كانت عليه في السابق.
وتشير التقديرات إلى أن “ضربة توشكا” كانت مجرد بداية لمرحلة تطور نوعي في القدرات العسكرية. فخلال العقد الماضي، شهدت ترسانة صنعاء العسكرية تطوراً هائلاً، حيث باتت تمتلك منظومة صاروخية متقدمة تشمل صواريخ باليستية بعيدة المدى وصواريخ فرط صوتية، إلى جانب أسطول كبير من الطائرات المسيرة الهجومية التي أثبتت فاعليتها في ساحات القتال المحلية والإقليمية، بما في ذلك دعم المقاومة الفلسطينية في غزة.
وبهذا، يتحول إحياء الذكرى إلى أكثر من استذكار تاريخي؛ فهو خطاب استعراض للقوة وتحذير استباقي يؤكد أن معادلة الصراع قد تغيرت جذرياً. فالقوات التي كانت تخوض حرب دفاع قبل عقد من الزمن، أصبحت اليوم تمتلك أدوات ردع قادرة على فرض توازن جديد، ورفع فاتورة أي مواجهة مستقبلية إلى مستويات قد تجعلها خياراً غير مقبول لأطراف التحالف، في رسالة واضحة بأن أي حرب جديدة ستكون كلفتها أعلى بكثير مما يمكن تحمله.
ارسال الخبر الى: