صحيفة الألغام الأرضية في اليمن حقول شاسعة نباتها الموت والإعاقة

عدن 24 / العرب :
أطلق تقرير أوروبي حديث صفارة إنذار جديدة بشأن ما أصبحت تمثله الألغام الأرضية والمخلفات الحربية من خطر ماحق على أعداد كبيرة من سكان اليمن، يودي كل سنة بأرواح الكثير منهم ويخلف لآخرين إعاقات جسدية مستديمة، فضلا عن تعطيله الأنشطة اليومية وخصوصا للعاملين في مجال الرعي والزراعة.
وقالت مديرية الحماية المدنية والعمليات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي إن الألغام الأرضية ومخلّفات الحروب المتفجرة تُفاقم معاناة اليمنيين، إذ تحوّل مساحات شاسعة من البلاد إلى حقول موت خفي تهدد حياة المدنيين وتعيق أيّ جهود للتعافي.
الألغام تسقط ضحايا وتمنع الناس من الوصول إلى الخدمات الحيوية وتحرم المزارعين من أراضيهم
وجاء التقرير كمظهر على الاهتمام المتزايد من قبل هيئات دولية عاملة في مجال مكافحة أخطار الألغام الأرضية بحالة اليمن الذي تحوّل، بفعل العدد المهول من الألغام المزروعة بشكل عشوائي في أراضيه، إلى أحد أكثر بلدان العالم المهدّدة بهذه الآفة التي تشكّل تهديدا طويل الأمد يتجاوز فترات الحروب بحدّ ذاتها، ويعقّد عمليات التعافي من الصراعات وآثارها ويعرقل إعادة التنمية التي يُفترض أن تعقب تلك الصراعات.
وأوضحت الهيئة الأوروبية في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني أن خلال السنوات العشر الماضية، سجّل اليمن ثالث أعلى عدد من ضحايا الألغام ومخلّفات الحرب على مستوى العالم، مشيرة إلى أن محافظتي تعز والحديدة كانتا الأكثر تضررا، إذ تُشكّلان معا نصف إجمالي الإصابات في البلاد.
وأضافت أن “المحافظتين اللتين كانتا من أبرز جبهات القتال خلال سنوات الصراع، لا تزالان اليوم مليئتين بالمتفجرات، ما يجعل حياة المدنيين عرضة للخطر في كل لحظة ويقوّض إحساسهم بالأمن والاستقرار”.
وبينت أن المجلس الدنماركي للاجئين وبدعم من التمويل الإنساني المقدم من الاتحاد الأوروبي، ينفّذ عمليات إزالة الألغام لأغراض إنسانية بهدف تقليل المخاطر وحماية أرواح الناس وسبل عيشهم، بما في ذلك النازحون داخليا.
وحتى الآن، نجحت فرق المجلس في تطهير أكثر من ثلاثة وعشرين ألف متر مربع من الأراضي الملوثة بالألغام ومخلّفات الحرب، ما أعاد الحياة إلى مساحات حيوية تُستخدم في الزراعة
ارسال الخبر الى: