راب شرق النهر الفرعي يعود إلى المنابع الأولى

26 مشاهدة

في مشهد موسيقي عربي يترنّح بين أنقاض الحقبة الليبرالية وصدمة التحولات الجيوسياسية الجديدة، يبرز صوت الفنان طارق أبو كويك المعروف بالفرعي، بوصفه صوتاً أصيلاً ومحوريّاً، يمثّل تجربة جيل كامل بين الغربة والوطن والمدينة الحديثة والأرض المحتلة. بعد مسيرة فنية ثريّة امتدت لأكثر من عقد ونصف، تنوعت بين هدوء ثلاثية الخشب الأكوستيكيّة وصخب فرقتي المربّع و47Soul، يعود الفرعي ليُتوّج هذه المسيرة بألبومه الجديد راب شرق النهر.
الألبوم بيانٌ نقديٌّ وفنيّ يعود الفرعي عبره إلى جذوره في الراب، لكن هذه المرة بنضجٍ شعريٍّ وصوتيٍّ يجعله جسراً بين جيلين من مغنّي الراب الأردنيين، ومساحةً لفحص المرتكزات الأساسية التي قام عليها فنّه على مرّ السنين. جاء هذا العمل ليؤكد أن الفرعي لا يزال يمتلك القدرة على صياغة الكلمة الثقيلة التي لا تكتفي بوصف الواقع، بل تسعى إلى تفكيكه وإعادة تركيبه في قالب رصين، بعيداً عن رصّ الحكي الفارغ، متفحصاً بإمعانٍ إشكالية موت الراب وبروز جيل زِد في زمن ما بعد السابع من أكتوبر والشخصيات الملثمة.
لطالما اتسمت مسيرة أبو كويك بالازدواجية الإبداعية؛ فمنذ انطلاقته في عمّان أواخر العقد الأول من الألفية حاملاً اسم الفرعي ليعبر عن تفرع الذات والهوية، أصرّ على إطلاق مسارين متوازيين، مسار الثلاثية الخشبية الأكوستيكي المتأمل الذي بدأه بـ صوت من خشب (2012) واختتمه بـ ناس من خشب (2022)، ومسار الراب الصريح الذي بدأه مع فرع المداخل (2012) وتواصل في كمان دفشة (2014) ولازم تسعة (2021). هذه الازدواجية كانت تعبيراً عن رغبة في استكشاف الذات والغضب الجماعي والاشتباك المباشر مع قضايا الهوية والشتات من كل الزوايا. عبر هذه الرحلة تطورت كلمته من الغضب الثوري المباشر في زمن الربيع العربي إلى التأمل الحزين والنقد الذاتي الحاد فيما بعد، ما عكس نضجاً فنياً وشعرياً يتوازى مع تحولات جيله وخيباته.
مع صعود الموجة الأولى للراب العربي المتأثر بالنمط الأوروبي، قدّم الفرعي ألبوم كمان دفشة (2014) الذي مزج عينات من الموسيقى العربية التقليدية مع إيقاعات الهيب هوب، ليكون بذلك علامة على محاولات توطين

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح