تصعيد صيني ياباني طبول حرب تقرع وآثار اقتصادية تتدحرج
تصعيد وردٍّ اقتصادي عنيف
لم تتأخر بكين في الرد. فقد أوقفت واردات ، وعلّقت دخول إلى —الذين يقدّر عددهم بنحو ثمانية ملايين سنوياً—في خطوة يُرتقب أن تُكبّد طوكيو خسائر قد تصل إلى 14 مليار دولار.
وتلوّح الصين أيضاً بورقة أكثر إيلاماً: وقف تصدير إلى اليابان، ما سيشكل ضربة موجعة لصناعات التكنولوجيا والسيارات اليابانية، التي تعتمد بشكل كبير على هذه المواد الاستراتيجية.
لماذا تصعّد الصين الآن؟
في مقابلة مع برنامج بزنس مع لبنى على سكاي نيوز عربية، قدّم د. ساتورو ناغاو، كبير الباحثين في منتدى اليابان للدراسات الاستراتيجية، قراءة معمّقة لدوّامة التصعيد الراهنة.
اختبار الحكومة اليابانية الجديدة
يرى ناغاو أن تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية لم تكن مستفزة بحد ذاتها، بل جاءت في سياق الاضطراب المتصاعد حول تايوان الذي يلامس الأمن القومي الياباني مباشرة. لكنه يشير إلى أن اختارت رفع منسوب التوتر.
ويؤكد أن بكين “ترغب في اختبار قدرات الحكومة اليابانية الجديدة”، وهي مقاربة سبق أن اتبعتها الصين في مواقف مشابهة، مستشهداً بأزمات وقعت في عام 2009 حين أطلقت الصين مقاتلاتها واحتجزت سجناء صينيين ثم اضطرت للاعتذار في إطار تصعيد مماثل.
تنسيق ثلاثي: واشنطن – طوكيو – مانيلا
يشدد ناغاو على أن يعمل بانسجام كبير، لكن الأزمة تتجاوز الثنائية التقليدية لتشمل الفيليبين أيضاً. فالرئيس الفيليبيني ماركوس ألمح بدوره إلى خطورة الوضع خلال أغسطس، ما عكس مستوى القلق الإقليمي.
ويشير الباحث إلى أن الدول الثلاث نسّقت مواقفها دعماً لتايوان، في ظل قناعة مشتركة بأن ليست شأناً منفصلاً، بل أزمة تخصّ اليابان.
العقوبات الصينية… تأثير محدود ومؤقت
على المدى القريب، أدت الأزمة إلى موجة إلغاءات من السياح الصينيين المتجهين إلى اليابان. لكن ناغاو يصف هذه التأثيرات بأنها غير خطيرة، مستشهداً بحالة العقوبات الغربية على روسيا والتي أثبتت أن الاقتصادات تستطيع الالتفاف عبر دول وسيطة.
وبالقياس نفسه، يرى أن قدرة الصين على تقييد المواد النادرة ليست مطلقة، إذ تستطيع اليابان تصدير المواد عبر أسواق أخرى ثم إعادة استيرادها.
وبرغم كل ضجيج العقوبات، يخلص
ارسال الخبر الى: