ثورة 14 أكتوبر ذاكرة التحرير وبوصلة المستقبل في وجدان الجنوبيين
100 مشاهدة

4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة
بعد أكثر من ستة عقود على اندلاع شرارة ثورة 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان، ما تزال تلك الثورة تمثل للجنوبيين الحدث الأهم في تاريخهم الحديث، والرمز الخالد للحرية والسيادة. إنها ليست مجرد ذكرى وطنية تُحيى بالاحتفالات، بل روح متجددة تعيش في وجدان كل جنوبي، تذكّره بأن التحرر لا يُمنح، بل يُنتزع بالتضحيات والعزيمة.
-ذاكرة التحرير
في ردفان، حيث انطلقت أول رصاصة ضد الاحتلال البريطاني، وُلدت فكرة التحرر الجمعي. لم تكن ثورة أكتوبر ثورة منطقة بعينها، بل كانت صرخة الجنوب بأكمله ضد أكثر من قرن من الاستعمار الذي بدأ باحتلال عدن في عام 1839م. لقد جسدت تلك الثورة وعيًا وطنيًا مبكرًا لدى الجنوبيين، بأن مصيرهم لا يصنعه إلا نضالهم، وأن إرادة الشعوب أقوى من أسلحة الإمبراطوريات.
-أكتوبر مدرسة التضحية والوحدة
يرى الجنوبيون اليوم في ثورة أكتوبر مدرسة وطنية خالدة علمتهم أن الانتصار الحقيقي لا يتحقق إلا حين تتوحد الصفوف خلف هدف واحد. فقد توحدت خلال الثورة كل مناطق وتيارات الجنوب، من ردفان إلى العاصمة عدن، ومن الضالع إلى حضرموت، في ملحمة نضالية قلّ نظيرها. ذلك التلاحم الشعبي هو ما مكّن الجنوب من دحر الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، وإعلان استقلاله الوطني الكامل.
-الرسالة حية
ورغم مرور أكثر من ستين عامًا، فإن معاني ثورة أكتوبر لا تزال حاضرة بقوة في الوعي الجنوبي. فالجنوبيون يرون فيها امتدادًا لنضالهم الراهن لاستعادة دولتهم الفيدرالية كاملة السيادة. لقد تغيرت الظروف، وتبدلت أشكال الصراع، لكن الثابت هو أن الحرية لا تُقاس بالزمن، بل بالإصرار على تحقيقها. ولهذا، فإن الجنوبيون يستلهمون من ثورتهم روح المقاومة والصبر، ويعتبرونها دليلاً على أن تحقيق الاستقلال الثاني ليس حلمًا، بل استحقاق تاريخي بدأ يوم أُطلقت أول رصاصة في ردفان.
-رمزية الثورة في الحاضر الجنوبي
اليوم، حين يتحدث الجنوبي عن ثورة أكتوبر، فهو لا يستحضر فقط انتصار الماضي، بل يربطها بمشروع الحاضر والمستقبل الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، المفوّض شعبيًا بمقتضى
ارسال الخبر الى: