الانكفاء الأمريكي وصعود الشرق هل حان وقت تخلي واشنطن عن إسرائيل
أبو بيروت:
ترامب أقر بانتصار روسيا على الحلف الأطلسي، وسوف يضم بوتين كل الأراضي الأوكرانية التي يرغب فيها بموافقة أمريكية. وقال ترامب إنه لا يتعامل إلا مع القوى الصاعدة والمؤثرة، وأن أوروبا أصبحت من الماضي، وأن أمريكا تراعي مصالحها وتعمل من أجل بسط نفوذها على غرب العالم أي (القارة الأمريكية شمالاً وجنوباً) وتترك شرق آسيا وأوروبا للصين وروسيا وحلفائهم، في حين تخفف من وجودها في غرب آسيا وتسلم إدارة الشرق الأوسط لوكلائها، مع الأخذ بالاعتبار مصالح أعدائها الأقوياء؛ لأنها لا ترغب ولا تقدر على خوض مواجهات متعددة، وتحافظ على مواردها العسكرية والبشرية، وتأخذ حصتها من الاقتصاد العالمي ومن ثروات الدول الطاقية الغنية بالدبلوماسية وبواسطة ذراعها البلطجية “إسرائيل”.
نستخلص من رؤية ترامب المستقبلية “أمريكا أولاً” أن الولايات المتحدة فقدت سيطرتها العسكرية على مناطق نفوذها التقليدية، وارتخت قبضتها على الوطن العربي بالخصوص بعد خسارتها لكل الحروب التي خاضتها في العراق وأفغانستان، وخاصة في غزة والبحرين: الأحمر والعربي، بفعل طوفان الأقصى الذي قوضها أيضاً من الداخل، فانكمشت وأصبحت أكثر انعزاليةً، أو بالأحرى رجعت لحجمها الطبيعي بعد التحولات الاستراتيجية التي حصلت منذ السابع من أكتوبر، التاريخ المفصلي في مستقبل العالم.
ندعو الشعوب التواقة للتحرر والقوى المقاومة للتأقلم مع الواقع الدولي الجديد حتى تغير واقع الأمة للأفضل، فالعدو الصهيوني إذا ما قاومناه وأرهقناه وحاصرناه سوف تتخلى عنه “الإمبريالية الأمريكية” (التي لا تحترم إلا القوي) وتبيعه كما باعت اليوم أوكرانيا المتجذرة على أرضها منذ آلاف السنين، فما بالك بالكيان الصهيوني اللقيط.
نؤكد ونكرر دائماً: “وحدها الحروب تغير التاريخ والجغرافيا”.
كاتب من تونس
ارسال الخبر الى: