خلفاء محمد الحداد وفراغه في غربي ليبيا
فيما انطلقت التحقيقات التركية للكشف عن ملابسات وفاة رئيس الأركان العامة الليبي الفريق محمد الحداد ومرافقيه، مساء الثلاثاء الماضي، إثر تحطم طائرة كانت تقلّهم قرب أنقرة، تتسارع الأسئلة في ليبيا بعد شغور منصبه، لتصيب مباشرة واحدة من أكثر القضايا هشاشة في غرب البلاد، والمتعلقة بوحدة السلاح. ورغم إعلان تكليف معاون الحداد، الفريق صلاح النمروش، بتولي مهمات رئاسة الأركان بشكل مؤقت إلى حين اختيار خليفة له، فإن علامات استفهام كثيرة تطرح بشأن الشخصية القادرة على ملء الفراغ الذي خلفه الحداد، بعدما مثّل حالة نادرة نسبياً في المشهد العسكري بغرب ليبيا، بسبب قدرته على الوقوف على مسافة واحدة من خريطة التحالفات المتصارعة داخل العاصمة ومحيطها.
محمد الحداد والحياد النسبي
ومنذ بروزه قائداً عسكرياً لـلواء الحلبوص، أحد أكبر تشكيلات مدينة مصراتة عام 2012، ثم قائداً للمنطقة العسكرية الوسطى عام 2017، لم ينخرط محمد الحداد في أتون الصراعات العسكرية التي عصفت بغرب البلاد، وحافظ على قدر من الحياد داخل معسكر يعجّ بالانقسامات. وربما يفسّر ذلك اختياره في سبتمبر/أيلول 2020 رئيساً للأركان العامة، في أعقاب توقف الحرب بعد فشل هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس منتصف العام نفسه، حين تطلبت المرحلة شخصية عسكرية غير متورطة في صراعات النفوذ.
حسن عبد المولى: تأثير رئاسة الأركان في خريطة القوى المسلحة غربي طرابلس ليس كبيراً
ورغم إعلانه موقفاً واضحاً معارضاً للهجوم على طرابلس، لم يبرز الحداد قائدا ميدانيا في تلك المعارك، ولم يُعرف عنه لاحقاً انخراطه في الصراعات المسلحة التي شهدتها مناطق عدة في غرب البلاد، وداخل طرابلس، بما فيها الأخيرة التي قادت فيها قوات حكومة عبد الحميد الدبيبة عملية عسكرية، في مايو/أيار الماضي، أطاحت جهاز دعم الاستقرار، بل لعب لاحقاً دوراً رئيسياً في احتواء التوتر الحاد بين الحكومة وقوة الردع الخاصة خلال الأشهر التي تلت العملية، لمنع انزلاق العاصمة إلى مواجهة مفتوحة.
ويبرز في مسيرة رئيس الأركان الليبي محمد الحداد أيضاً موقفه المعلن لدعم مسار اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع
ارسال الخبر الى: