عمر دعسة حكاية رجل فقير في أبين صنع البهجة في قلوب الناس ثم أقعده المرض على الفراش

43 مشاهدة

بداية الحكاية: ضحكة من قلب الفقر


في إحدى الأحياء الشعبية في مدينة لودر بمحافظة أبين، كان الناس يعرفون رجلاً بسيطاً اسمه عمر دعسة. لم يكن يملك بيتاً فخماً ولا مالاً وفيراً، لكنه امتلك ما هو أثمن، القدرة على إضحاك القلوب. من الأسواق إلى المقاهي، كان دعسة يروي النكات والنوادر، فيتحول حزن الناس إلى ضحك، وضيق العيش إلى فسحة أمل.

ولد عمر دعسة في بيت متواضع في أطراف المدينة، لم ينل من التعليم سوى سنوات قليلة، إذ اضطرت أسرته لإخراجه من المدرسة حتى يساعد والده في العمل اليدوي. كان صغير السن، لكنه كبير القلب واللسان، يواجه قسوة الحياة بجملة ساخرة أو طرفة عابرة، فتتبدد قسوة الأيام. ومنذ شبابه، صار محط الأنظار في الحي: ذلك الفقير الذي لا يملك شيئاً لكنه يُضحك الجميع.


الضحك سلاح الفقراء


لم يكن دعسة يجيد مهنة محددة، كان ينتقل من عمل إلى آخر؛ بائع أسماك في السوق تارة، وبائع أغنام تارة أخرى، ومساعداً في محل بقالة أحياناً. ورغم التعب، كان يضفي على مكان عمله جواً من المرح. يقول أحد جيرانه :لم نكن نرى في دعسة مجرد عامل فقير، بل كان جرعة أمل يومية. إذا جلسنا في مجلس، حضر معه الفرح. وإذا اجتمعنا في عزاء، وجدنا أنفسنا نبتسم وسط الحزن من تعليقاته الطريفة التي لا تخلو من حكمة.

لقد جعل الناس يدركون أن الضحك ليس ترفاً، بل وسيلة للبقاء. كان يردد دائماً: من لم يجد ما يأكله اليوم، فليضحك حتى يشبع قلبه.


نوادره التي لا تُنسى


أشهر ما يذكره الناس عن دعسة أنه كان يروي نوادره وكأنها قصص واقعية، كان يقلّد أصوات المصرين والسوريين واللبنانيين، يبالغ في وصف المواقف، فيضحك الحاضرون حتى تدمع أعينهم، في إحدى المرات، وقف وسط السوق وصرخ: يا ناس! الحكومة قررت تمنع الجوع.. اللي يشعر بجوع عليه يقدّم طلب رسمي!، فضج السوق بالضحك، رغم أن الفقر كان ينهشهم جميعاً.

لم يكن يضحك الناس فقط، بل كان يواسيهم بطريقته. حين يتأخر راتب الموظفين في الحي،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عدن تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح