هل تدعم السعودية إخوان اليمن الحقيقة الكاملة كما حدثت

هل تدعم ‎السعودية اخوان اليمن يتكرر هذا السؤال كثيراً في النقاش العام، غير أن الإجابة الدقيقة تختلف عن الانطباعات الشائعة. فادعاء دعم المملكة العربية السعودية لإخوان اليمن، المتمثلين في حزب التجمع اليمني للإصلاح، غير صحيح عند فحص التسلسل الزمني والوقائع على الأرض.
مع انقلاب الحوثيين عام 2014 على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، اصطف حزب الإصلاح علناً إلى جانب الشرعية، وكان من أوائل المؤيدين لعملية عاصفة الحزم. هذا الموقف العلني منحه نفوذاً واسعاً داخل مؤسسات الدولة آنذاك، ومكّنه من السيطرة على مفاصل القرار، وتشكيل ألوية عسكرية أصبحت لاحقاً نواة ما سُمّي بـ«الجيش الوطني».
وبناءً على هذا الواقع، تعاملت السعودية مع الحزب بوصفه مكوّناً رئيسياً داخل معسكر الشرعية، لا دعماً لأيديولوجيته، بل إلتزاماً بمنهج ثابت يقوم على دعم الحكومات الشرعية في الدول التي تتعرض لإنقلابات مسلحة. وفي هذا السياق، استضافت المملكة قيادات من الشرعية على أراضيها، وقدّمت دعماً سياسياً ومالياً وعسكرياً ضمن إطار دعم الدولة اليمنية، لا كحزب بعينه .
غير أن المسار اللاحق كشف مفارقة جوهرية؛ إذ ظل الحزب مرتبطاً بحسابات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وسعى—وفق معطيات متعددة—إلى استنزاف التحالف، وعلى رأسه السعودية، مالياً وعسكرياً. وتزامن ذلك مع تخادم سري مع الحوثيين، تمثّل في تسليم معسكرات بأسلحتها عبر معارك صورية، إضافة إلى تسريب وبيع أسلحة قُدّمت من التحالف في السوق السوداء، ولا سيما في مأرب. وقد أشار إلى هذه الوقائع الشيخ عثمان مجلي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، في حينه.
عند هذه النقطة، تبيّن للرياض أن خطاب «الانفصال عن الإخوان» لم يكن سوى غطاء سياسي، وأن الارتباط الأيديولوجي والتنظيمي ما يزال قائماً. وبناءً على ذلك، أعادت السعودية ضبط مقاربتها، فانتقلت من التعاطي مع أحزاب ذات أيديولوجيات دينية مغلقة إلى الإعتماد على قوى وطنية واضحة الالتزام.
وهكذا، تمّ الرهان على المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب، وعلى المقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح في الشمال، بوصفهما شريكين أكثر اتساقاً مع متطلبات الإستقرار ومواجهة الحوثيين.
الخلاصة: ما يُروَّج عن دعم سعودي لإخوان اليمن