في حضرة الفريق محمود الصبيحي ينطق الوطن حبا وهيبة
في زمنٍ عزّ فيه الرجال وقلّت فيه الهامات الوطنية الصادقة يبرز الفريق الركن محمود الصبيحي كعلامة فارقة في التاريخ اليمني الحديث، الصبيحي رجل دولة من الطراز الأول صقلته السنين وشدّت عوده التجارب فخرج منها أصلب عودًا وأكثر نضجًا وأوسع أفقًا يصدق فيه قول الزبيري.
ونحتقر الحادثات الكبار
إذا اعترضتنا بأتعابها
وسرنا لنفلت من خزيها
كراماً ونخلص من عابها
وكم حية تنطوي حولنا
فننسل من بين أنيابها!
عندما تزور الصبيحي لا تزور مجرد مسؤول أو قائد بل تلتقي بمؤسسة وطنية متكاملة تجلس أمام رجل مفعم بالحكمة، متواضع كالأرض، شامخ كالسنديان، حليم كالبحر، شديد في الحق، لينٌ في التعامل.
رجلٌ إذا تحدث صمت الجميع وإذا أنصت شعرت أنك أمام عقلية نادرة الإحاطة بكل تفاصيل المشهد اليمني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا بينه وبين الواقع وقيادة اليوم فرق شاسع غير أنه يأتي المشهد ليقصه من أطرافه ووسطه ليصير مستقيما غير مزعج بكل هدوء كخبير عسكري صاحب نفس طويل أو سياسي محنك ذا رؤية ثاقبة!
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
الصبيحي لا يُقاس بمنصبه، بل بما يحمل من همّ وطني وما يختزنه من إخلاصٍ لهذه الأرض التي أحبها، ونذر عمره لها، تجد فيه السياسي المفكر والخبير العسكري والإنسان الشهم الذي لا يرد طالب حاجة، ولا يتأخر عن مد يد العون لمن طرق بابه هو لا يهمه من تكون بل ما الذي يمكن أن يقدمه لك يفتح لك قلبه قبل منزله ويمنحك بسمة قبل الحديث ويستقبلك بتواضع لا يصطنعه، بل يسكن أعماقه، ويشعرك أنك ابنٌ له، لا ضيف عليه إتقانه للبساطة العفوية في العيش جعلته مواطن بسيط لا يغيره منصب عن طبيعته بين علو ولا انخفاض لا قصر يسكنه ولا فارهة يركبها ولا أرصدة يملكها عاش الحياة كزاهد فيها راهب عنها أحب الناس فأحبوه!
من جلس مع الصبيحي أدرك حجم الألم الذي يحمله على وطنه وشعبه ولامس الأمل في عينيه بأن اليمن
ارسال الخبر الى: