ثورة 11 فبراير الشرارة التي لم تكتمل وأدت إلى ثورة 21 سبتمبر
لم تكن ثورة 21 سبتمبر 2014 وليدة لحظتها، بل كانت النتيجة الحتمية لمسار طويل من الإخفاقات السياسية والتآمر الذي تعرضت له ثورة 11 فبراير 2011.
في الفصل الثاني من رسالته “ثورة ٢١ سبتمبر وتأثيراتها على اليمن والمنطقة”، يغوص الباحث مهدي المشاط في تحليل الأسباب العميقة التي فجرت ثورة الشباب السلمية، ويوثق الدور المحوري الذي لعبه “أنصار الله” فيها، وكيف تم الالتفاف على أهدافها عبر “المبادرة الخليجية”، مما مهد الطريق لثورة تصحيحية لاحقة.
يمني برس | خاص
أسباب ثورة 11 فبراير.. تراكمات الفشل والارتهان للخارج
توضح الرسالة أن ثورة 2011 لم تكن مجرد صدى لما سمي بـ”الربيع العربي”، بل كانت انفجاراً داخلياً نتيجة أزمات بنيوية عميقة، أبرزها:
التدخل الخارجي والنزعة الفردية: يؤكد الباحث أن اليمن كان يعاني من تدخلات خارجية واسعة، خصوصاً من السعودية والولايات المتحدة، التي أضعفت سيادة الدولة وتحكمت بقرارها، ترافق هذا مع نزعة فردية متجذرة في الحكم، حيث تم اختزال إدارة البلاد في المنظور الشخصي والنفعي لمراكز القوى، ووصل الأمر إلى محاولة توريث الحكم، مما أغلق الأفق السياسي تماماً.
الأزمات والحروب الداخلية: شكلت حرب صيف 1994 ضد الجنوب جرحاً عميقاً في جسد الوحدة، وأدت إلى تهميش وإقصاء واسع، كما أن الحروب الست الظالمة التي شنها النظام على أنصار الله في صعدة بين عامي 2004 و2010 استنزفت الجيش وأججت السخط الشعبي.
الاختلالات المؤسسية والفساد: توثق الرسالة كيف تم إفراغ مؤسسات الدولة من مضمونها عبر الخصخصة التي استهدفت بيع ممتلكات الدولة لصالح المتنفذين، وتفشي الفساد المالي والإداري، وغياب أي سياسات تنموية حقيقية، مما أدى إلى تدهور اقتصادي ومعيشي خانق.
دور أنصار الله.. من الدفاع عن النفس إلى قلب الحراك الثوري
تقدم الرسالة قراءة دقيقة لدور أنصار الله في ثورة 11 فبراير، ليس كطرف طارئ، بل كمكون أساسي وفاعل منذ اللحظة الأولى.
المشاركة الفاعلة: بعد ست حروب أنهكتهم، وجد أنصار الله في ثورة 2011 فرصة للتعبير عن مظلوميتهم والمشاركة في حراك شعبي يهدف لإسقاط النظام الذي استهدفهم، وقد كانوا في طليعة
ارسال الخبر الى: