ليس هناك ثوب متسخ
٥٧ مشاهدة
ولأننا في حالة تغير أممي، يتنبه المفكرون لما يحدث من تجريف للقيم في جوهرها الأساس، ويفترض منهم الإمساك بحبل القارب؛ لكي لا تسحبه المياه كقارب من غير قائد يوجه سيره داخل الأمواج المتلاطمة، هذه الصورة التقريرية يمكن لها حشد المئات من القضايا المتداخلة، التي يستوجب الحوار من أجل تجليتها، فهل انعدم الحوار حول تلك القضايا؟
يبدو أن قنوات ضخ الآراء أصبحت متعددة الشعب، وكل حوار يصب ماؤه في البحر.
نعم، حواراتنا حول القضايا المصيرية ليس لها وعاء جامع، الحوارات أصبحت كزغاريد الأفراح أو ندب على موتي، وكل منها تحدث ضجيجاً من غير اتضاح ما يقال.. الآن أستذكر تغريدة للدكتور عبدالله الغذامي قبل عام، هكذا كان نصها:
- من زمان لم يهاجمني أحد
هل لانت عريكتي؟
أم لانت عريكة الخصوم؟!
وقد أمنت على تلك التغريدة بالقول: نعم يا دكتور عبدالله، أحياناً تحتاج لبعض الحجارة تتساقط من حولك،
هذا لمن أدمن صعود الجبال يا دكتور عبدالله، فنحن جميعاً لم نتنبه لسرقة الوقت، فقد غدا الزمن غير الزمن.
فلن يهاجمك أحد، ولم تلن عريكتك، فكيف لم تتنبه لفراغ الساحة الثقافية، والفراغ هو فلسفة احتجت لأن أعمقها في رواية نباح، فالفراغ كالماء دائماً يجد منفذاً لكي يكون متواجداً.
والساحة الثقافية (فرغت) فاحتلها الفراغ.
فمع العراك أو لنقل الجدل السابق الطويل حققت الحركة الثقافية أحلامها بواقع نعيشه الآن، فلم تعد كثير من القضايا ذات رونق جاذب للمحاورة، وغدا جلها عديم الطرق كون القضايا ذات التشابكات أصبحت واقعاً، هذا على الجانب الثقافي المرتبط بالواقع الاجتماعي، وعلى المستوى الفكري سأكون صادماً إذا قلت إن فلسفة الاستهلاك مدت أطرافها فلم تعد القضايا الفكرية جاذبة، وإذا أهملنا هذه الجزئية، سنجد أنفسنا في زمن
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على