نهر الليطاني ورطة إسرائيلية متكررة مع كل عدوان على لبنان

٥٣ مشاهدة
في كل عدوان أو اجتياح إسرائيلي للبنان يحضر إلى الواجهة نهر الليطاني كخط جغرافي أساسي في أي عملية عسكرية يقودها الاحتلال وهو ما يتكرر في العدوان الحالي على لبنان إذ توالت منذ أيام تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأنه وسط تركيز على تراجع حزب الله إلى شمال النهر قبل أن ينذر جيش الاحتلال أمس الثلاثاء سكان الجنوب بعدم التحرك في جنوب نهر الليطاني ليتبع ذلك بعد وقت قصير ما وصفه بـالبيان العاجل لسكان جنوب لبنان خصوصا الواقعة جنوبي النهر وذلك من أجل إخلاء منازلهم فورا والتوجه فورا إلى شمال نهر الأولي إخلاء قرى القرى المشمولة بأوامر التهجير هي يارون وعين إبل ومارون الراس وطيري وحداثا وعيتا الجبل الزط وجميجيمة وتولين ودير عامص وبرج قلاويه والبياضة وزبقين وجبال البطم وصربين والشعيتية والكنيسة والحنية ومعركة والغندورية ودير قانون ـ مالكية الساحل والبرج الشمالي وإبل السقي وصريفا ودير قانون النهر والعباسية والرشيدية وعيترون فضلا عن مدينة بنت جبيل وتنبسط هذه القرى على مسافات تتراوح بين صفر كيلومتر إلى نحو 20 كيلومترا من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في القطاعات الشرقية والوسطى والغربية للجهة المقابلة لمزارع شبعا وإصبع الجليل والجليل الأوسط وهي مناطق تضاريسها صعبة عسكريا على الإسرائيليين أما نهر الأولي فيقع شمالي مدينة صيدا ويشكل فاصلا طبيعيا بين قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان وقضاء صيدا ويبعد نهر الأولي نحو 60 كيلومترا عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ونحو 30 كيلومترا شمال نهر الليطاني ويعني ذلك أن للاحتلال نوايا أكبر من مجرد عملية برية محدودة طلب الاحتلال من سكان نحو 30 بلدة ومدينة التوجه إلى شمال نهر الأولي ينبع نهر الليطاني من ينابيع العليق على علو ألف متر في غرب قضاء بعلبك ويعبر سهل البقاع قبل الانحراف غربا باتجاه ساحل البحر المتوسط شمال مدينة صور ويبلغ طول مجرى الليطاني 170 كيلومترا وهو أكبر نهر في لبنان من أصل 16 نهرا تبلغ المساحة الكلية لجنوب الليطاني حوالي 850 كيلومترا مربعا ويقطنه نحو 200 ألف نسمة 75 من الطائفة الشيعية في حين يتوزع الـ25 المتبقية على المسيحيين والسنة والدروز ويعود سبب التركيز الإسرائيلي على نهر الليطاني إلى تداخل عاملين الأول هو المسافة بين النهر والحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة التي تتراوح بين 25 و30 كيلومترا علما أن زاويته الجنوبية الشرقية لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن مستوطنة المطلة الإسرائيلية في إصبع الجليل المقابلة لبلدة كفركلا اللبنانية الواقعة في القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني أما العامل الثاني فيرتبط بالمدى الجغرافي للصواريخ اللبنانية والفلسطينية التي طاولت الاحتلال منذ عام 1969 وما بعدها في السياق هدف الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 14 مارس آذار 1978 إلى إبعاد المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين إلى شمال نهر الليطاني حتى أن الجيش الإسرائيلي أطلق تسمية عملية الليطاني على اجتياحه وفي عام 1982 تجاوز الاحتلال النهر وصولا إلى العاصمة بيروت محققا بالنسبة إليه أهدافا أكثر من مجرد إبعاد مسلحين إلى شمال نهر الليطاني بل تمثلت في إخراج أكثر من 14 ألف مقاتل فلسطيني من لبنان في سبتمبر أيلول 1982 وبعد عام 1982 بات نهر الليطاني في زاويته الجنوبية الشرقية وصولا إلى قضاء جزين جزءا من الشريط الحدودي الحزام الأمني بحسب تسمية الاحتلال الذي أنشأته إسرائيل مما جعل باقي مناطق جنوب نهر الليطاني آمنة نسبيا للمستوطنات الشمالية في فلسطين المحتلة غير أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000 وقبل عدوان صيف 2006 تراجع الحديث عن نهر الليطاني لكن خلال العدوان ومع إعلان الاحتلال نواياه في الوصول إلى نهر الليطاني لإبعاد حزب الله إلى شمال النهر عادت أهميته بالنسبة لإسرائيل حتى إنهاء العدوان بالقرار 1701 الذي نص في الفقرة الثانية من بنده الثامن على اتخاذ إجراءات أمنية تمنع استئناف العمليات الحربية خصوصا إقامة منطقة بين الخط الأزرق الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة في عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان والليطاني خالية من أي مسلحين أو ممتلكات أو أسلحة غير تلك التي تنشرها في المنطقة الحكومة اللبنانية وقوة الطوارئ الدولية يونيفيل وعلى الرغم من أن الاحتلال لم يحترم القرار 1701 بخرقه السيادة اللبنانية أكثر من 30 ألف مرة بين عامي 2006 و2024 فإن حزب الله احترم الشق المتعلق بعدم استهداف إسرائيل رغم انتشار الحزب جنوبي نهر الليطاني غير أنه بعد بدء المواجهات بين الحزب والاحتلال في 8 أكتوبر تشرين الأول الماضي بعد يوم على بدء طوفان الأقصى في غزة عاد الحديث عن نهر الليطاني في سياقات تطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله إلى شماله حسبما طلبت إسرائيل وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله الذي اغتيل يوم الجمعة الماضي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري قد ذكرا في الأشهر الماضية أنه من الأسهل نقل الليطاني إلى الحدود مع فلسطين المحتلة بدلا من نقل المقاومة إلى وراء النهر وذلك خلال المفاوضات التي قادها المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس هوكشتاين وفي يونيو حزيران الماضي كشف الإعلام الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من هوكشتاين نقل رسالة محددة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي مفادها إما انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني وإما الحرب وبعد اتساع نطاق الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بدءا من 23 سبتمبر أيلول الماضي وصولا إلى الإعلان عن عملية برية محدودة في لبنان بات نهر الليطاني محور النقاشات العسكرية مجددا اعتمد الاحتلال على الخط الساحلي في اجتياحي 1978 و1982 المقاييس العسكرية لنهر الليطاني في المقاييس العسكرية تتنوع الأراضي الواقعة جنوبي الليطاني فهي مناطق سهلية خصوصا تلك المنتشرة على طول الساحل في القطاع الغربي من مدينة صور باتجاه الحدود جنوبا بينما تصبح أكثر وعورة بفعل تعدد الهضاب والتلال والجبال الصخرية من القطاع الأوسط باتجاه القطاع الشرقي وفي الحسابات العسكرية التقليدية فإن الخط الساحلي أسهل للدبابات وهو ما اعتمده عمليا الإسرائيليون في اجتياحي 1978 و1982 أما في العمق فإنه على الرغم من وجود بعض الطرقات السهلية في القطاعين الأوسط والشرقي تسهل مسيرة الآليات المقتحمة لكن العوائق الطبيعية تسمح للمدافعين في ضرب المتقدمين والمثال على ذلك ما حصل في وادي الحجير في قضاء النبطية حين تقدم رتل دبابات إسرائيلي من نوع ميركافا بغية الوصول إلى مجرى الليطاني من جهته الجنوبية الشرقية لكن حزب الله تمكن من صد الرتل اعتمادا على الطبيعة الجغرافية للوادي وذلك في 12 أغسطس آب 2006 ومنذ 8 أكتوبر 2023 أظهرت غارات الاحتلال وقصفه المدفعي خصوصا على المناطق الممتدة من سفوح مزارع شبعا باتجاه القطاع الأوسط حاجته إلى رفع وتيرة الاستهدافات لتلك المناطق إثر إعلانه عن التوغل البري المحدود لحاجته إلى غطاء ناري واسع يعبد الطريق لأي توغل ميداني

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح