تراب وسما عرض تراثي يختتم بفانتازيا أحلام الفلسطينيين
على خشبة المسرح، وقفت شجرتا زيتون جسّدت بينهما فرقة أوفستيج الحياة الفلسطينية الهادئة قبل النكبة؛ أحدهم يدق القهوة بالمهباش، وهناك من يتعلّم يمسك كتاباً على حصيرة. شيخ بالزي الشعبي وعلى رأسه عقال وكوفية، عجوز على عكازة تسير مع أحفادها، وامرأة تغرز في قطعة قماش حكاية مدينة بتفاصيلها، ونساء بأثوابهن المطرزة تعكس كلّاً منها حياة الساحل والجبل، الشمال والوسط والجنوب، وبين كل هذا تولد قصة حب تراب وسما، والتي تبدأ ولا تنتهي مع النكبة والانتفاضة الأولى، بل تستمر، وصوت الراوي الفنان محمد منصور والإعلامية شروق وشحة يصدح بين اللوحات محدثاً الجمهور عن حكاية ما هي إلا عالمهم بلغة أدبية وبعرض فني تراثي بامتياز.
الحفل جاء تحت عنوان تراب وسما: عرض تراثي بالدبكة الفلسطينية، وقد قُدّم على مسرح بلدية رام الله، بمناسبة عيد الاستقلال الفلسطيني الذي يصادف 15 نوفمبر/ تشرين الثاني. ويقدم العرض 25 شاباً وشابة من اليافعين، الذين تراوح أعمارهم بين 14 و21 سنة، بينهم أربعة أطفال. مديرة الفرقة، الفنانة نرمين صافي، تحدّثت عن العرض لـالعربي الجديد، إذ قالت: هو عرض يناقش قصة عشناها كثيراً، التراب يمثل الأرض بجذورها وتمسكنا بها عبر الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني. أما سما فهي تمثل قضية فلسطين، ولون السما يعكس الحرية التي نتوق إليها في فلسطين.
وخلال عرض الحياة الفلسطينية يبدأ صوت القذائف ليشكّل الحرب الأولى على الفلسطينيين، تتغير الملامح ويتناثر الهدوء وتبدأ لوحات الدبكة بعرض شبابي مع السيف تعبيراً عن القوة والمقاومة ورفض الاحتلال، ثم ينطلق صوت الرواة ليتحدث عن تراب وسما اللاجئين، وتتابع الأحداث وصولاً إلى انطلاق الانتفاضة الأولى بلوحة دبكة على نشيد الانتفاضة الشهير نحن نار الكفاح للفنان اللبناني مارسيل خليفة، تليها لوحة دبكة على أغنية الحق سلاحي وأقاوم للفنانة اللبنانية جوليا بطرس.
وفي عرض تراب وسما، وخلف 16 راقصاً وراقصة بأزياء فلسطينية بين تراثية وأخرى بلمسات عصرية، تتنوع الصور على الشاشة الكبيرة بين خيام اللاجئين خلال النكبة وسور القدس وباب العامود والمقاومة الفلسطينية والعرس الفلسطيني ومناظر لمدن فلسطينية عدة، فيما
ارسال الخبر الى: