تدمير مطابع غزة حبر يسيل ويمتزج بالدماء

125 مشاهدة
يمثل قصف الاحتلال الإسرائيلي مطابع الهيئة الخيرية التي تقع في مبنى مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة خسارة كبيرة على أكثر من صعيد منها ما يتعلق بالذاكرة الفلسطينية في القطاع وذاكرة هذا الأخير التي شكلتها الكتب والدوريات والمجلات كما أن هذه المطابع التي دمرت بالكامل تمتلك جانبا معنويا لمن تربطهم بها علاقات وحكايات خاصة علاوة على ما تحويه من أرشيف نادر يشير الشاعر الفلسطيني خالد جمعة في حديث إلى العربي الجديد إلى أن مطابع الهيئة الخيرية كنا نطلق عليها تجاوزا مطابع الشوا لكونها تقع في الطوابق السفلية لمبنى مركز الشوا الثقافي وتحديدا في المطابع الخيرية وفي تسعينيات القرن الماضي كان المركز يمتلك أحدث المطابع وكانت الأكبر أيضا يضيف كنا مثلا نطبع عندها مجلة عشتار الثقافية التي كنت أشرف عليها برفقة عثمان حسين وفايز سرساوي وكذلك مجلة رؤيا في بعض أعدادها والكتاب السنوي للهيئة العامة للاستعلامات إذ كنت أعمل قبل الانقسام الفلسطيني ومن بين أهم ما كان يطبع فيها إضافة إلى الكتب كتاب شهري يمكن وصفه بـيوميات الانتفاضة يتضمن إحصائيات توثق الاعتداءات وأعداد الشهداء والجرحى وغير ذلك من التفاصيل حول انتفاضة الأقصى التي اندلعت في عام 2000 يلفت جمعة إلى أن مطابع الهيئة الخيرية كانت تطبع كثيرا من الكتب وغيرها سواء بمقابل مادي أو من دونه فمطبوعات المساجد مثلا كانت تطبعها مجانا موضحا أن أي أرشيف فيها لم يتم نقله قبل القصف الأخير يقول جمعة إن ما حدث من قصف لمركز رشاد الشوا الثقافي وضمنه مطابع الهيئة الخيرية ومكتبة ديانا تماري صباغ كلها خسائر لا تقدر بثمن فالمركز بكل ما فيه يرتبط بالذاكرة الجمعية للكثيرين في غزة خاصة مبدعيها من فنانين بكافة مجالات وكتاب وشعراء وأكاديميين وباحثين وفرق فنية وغيرهم ومن بينهم أنا والكثير من أصدقائي بطبيعة الحال فلا مثقف في قطاع غزة إلا وله ذكريات مع المركز ومرافقه ومن المطابع المعروفة التي تعرضت للتدمير مطبعة ومكتبة مقداد التي يعود تأسيسها إلى ثلاثين عاما في مخيم الشاطئ للاجئين في حديث إلى العربي الجديد يقول المقداد جميل مقداد ابن صاحب ومؤسس المطبعة وأحد المسؤولين عن إدارتها إن اسمها الرسمي هو دار المقداد للطباعة وإنها تأسست بجهد ذاتي من والديه وبأقل الإمكانيات قبل أن تتحول إلى واحدة من أكبر مطابع قطاع غزة على مراحل عدة منذ تأسيسها عام 1993 إذ باتت ما قبل تعرضها للقصف في الحرب المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي تشغل قرابة 500 متر مربع قصف إسرائيلي يدمر مطبعة ومكتبة مقداد بشكل كامل ويحرق كل ما بداخلها pic twitter com 4GrTqtPeEU التلفزيون العربي AlarabyTV December 2 2023 وكانت مطبعة مقداد تشتهر بين الطلاب الجامعيين وفي مرحلة لاحقة بين طلاب الثانوية العامة فهي الأكثر طباعة للكتب الدراسية للعديد من الجامعات والكراسات الجامعية لأساتذتها سواء من زملاء مؤسسها جميل مقداد في جامعة الأزهر أو الجامعة الإسلامية وجامعة القدس المفتوحة وجامعة الأقصى في غزة لذا ارتبط اسم المطبعة دار المقداد للطباعة كثيرا في أذهان الآلاف من طلبة جامعات القطاع على مدار السنوات الماضية كما أن الدار وفي السنوات الأخيرة باتت مصدرا أساسيا للكراسات المساعدة أو المساندة لأبرز معلمي الثانوية العامة لكافة الفروع وفي العديد من المواد خاصة مع تأسيس مكتبة مقداد في وقت لاحق إذ تحولت إلى مزار لدى هؤلاء الطلاب حيث سلسلة المقداد وقبلها المؤنس واستفاد منها عشرات آلاف الطلاب لافتا إلى أن المطبعة ومن باب التسهيل على الطلاب ضمت غرفا صفية لتقديم الدروس لمجموعات بعينها بل باتت منذ عام مركزا لذلك يشير المقداد إلى أنه مع مطلع الهدنة اكتشفوا قصف المطبعة بقنابل فسفورية دمرت كل ما فيها من ماكينات طباعة وآلات تجليد وتغليف وتصوير ومخازن وأجهزة حاسوب إضافة إلى أجهزة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية مقدرا الخسائر الأولية بما يقارب 200 ألف دولار أميركي مشددا على أن هذا المشروع العائلي الذي بدأ بوالديه عمل ويعمل فيه العشرات جلهم من أفراد العائلة وبينهم هو وإخوته وأخواته وعددهم 12 شخصا بدوره يشير رئيس اتحاد الصناعات الورقية والتغليف الفلسطيني فيكتور حزبون في حديث إلى العربي الجديد إلى الخسائر الكبيرة لقطاع المطابع على أكثر من صعيد من بينها الجانب الاقتصادي لافتا إلى أن الطباعة كصناعة تضم التغليف الذي يساهم بما معدله 10 من مختلف الصناعات وطباعة الكتب التي لا بديل لها في غزة إلا المطابع الوطنية وخاصة طباعة المناهج المدرسية الفلسطينية والحديث عن طباعة كميات كبيرة من الكتب المدرسية للمدارس الحكومية والمدارس الخاصة ومدارس أونروا وكان أشهرها تاريخيا مطبعة منصور التي باتت ثلاث مطابع بعد وفاة الأب إضافة إلى مطابع البرقوني مشيرا إلى مديونية مطابع قطاع غزة على الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد اشتية جلها مقابل طباعة كتب المناهج المدرسية تقارب 40 مليون شيكل 11 مليون دولار أميركي يقول حزبون إن نائب رئيس الاتحاد عبد الهادي منصور قد استشهد وهو صاحب واحدة من كبرى المطابع في غزة مشبرا إلى فداحة الأضرار المرصودة والصعوبة البالغة في حصر كافة الأضرار التي طاولت فقط مطابع أعضاء الاتحاد فحتى مع الهدنة لم يكن الوصول إلى شمال قطاع غزة بالأمر بالسهل كما أن صعوبة التواصل بين الأعضاء في غزة نفسها وبين رئاسة الاتحاد في الضفة وغزة في ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت المتواصل تعقد الأمور مع أنهم في الاتحاد أخذوا قرارا بحصر هذه الخسائر إن تمكنوا لا سيما مع عودة الحرب والقصف الذي يطاول جنوب قطاع غزة يوضح حزبون أنهم في الاتحاد نجحوا في تخليص البضائع العالقة لصالح أعضاء الاتحاد من غزة ونقل الحاويات من الموانئ الإسرائيلية وتوزيعها على مخازن الأعضاء في الضفة الغربية مختصرا الأمر بأنه صعب للغاية ومعقد خاصة أن الكثير من الأمور لم تتكشف وأن الحرب لا تزال متواصلة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح