موجة غضب وحزن في شبوة تنفيذ بلطجي لإعدام وحشي لمواطن سلم نفسه طواعية لقبيلة يثير استنكارا واسعا

سادت حالة من الصدمة والحزن الجارف الأوساط القبلية والاجتماعية في محافظة شبوة، عقب تداول مقطع فيديو يوثق عملية إعدام وصفت بـ الوحشية بحق أحد المواطنين، في مشهد تجاوز، بحسب مراقبين، كافة الأعراف القبلية والقيم الإنسانية، وحتى ضوابط تنفيذ القصاص الشرعي.

و أظهرت المشاهد المتداولة قيام مسلحين بتنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن (أشارت المصادر إلى ارتباطه بقضية آل المرواح وباحاج)، وذلك بعد أن قام بتسليم نفسه طواعية لأولياء الدم، آملاً في نيل العفو أو تنفيذ حكم القصاص بطريقة تحفظ كرامة النفس البشرية.

وبحسب شهود عيان وما وثقه الفيديو، فقد جرت عملية التصفية على مرأى ومسمع من أهله، حيث تم تقييد الضحية ورميه على الأرض، قبل أن يمطر بوابل كثيف من الرصاص من أسلحة آلية متنوعة ومعدلة، مما حول المشهد من قصاص شرعي إلى إعدام همجي يفتقر لأدنى معايير الرحمة.

وأفادت المصادر أن الضحية كان يردد قبل لحظات من إعدامه عبارات تؤكد مظلوميته، قائلاً: أنا مظلوم.. سلموني ظلم.. ذي قتل فلان وأولاده، إلا أن هذه الاستغاثات قوبلت بضجيج الرصاص الذي مزق جسده، في سابقة خطيرة اعتبرها وجهاء قبليون عاراً أسود بحق القبيلة، وبحق جهود الوساطة التي ضمنت التسليم.

وأثار هذا التصرف موجة استهجان واسعة بين أبناء القبائل، الذين أكدوا أن ما حدث يمثل انقلاباً على مفاهيم الشهامة والناموس التي عُرف بها القبيلي .

وجاء في تعليقات الناشط ناصر الكازمي القبيلي هو الرجل الذي لا يعرف الغدر، ويرفع راية الشرف حتى في خلافه، ويأخذ حقه بصلابة ورجولة دون إهانة للخصم. ما حدث هو تجاوز لكل هذه القيم، ووصمة عار تلاحق كل من أيد هذا الفعل الهمجي.

ودعا عقلاء القبائل في شبوة ومشايخها إلى الوقوف بجدية أمام هذه الظواهر الدخيلة التي تحول القصاص إلى انتقام وحشي، مؤكدين أن الرحمة والكرامة لا تسقط حتى في ساحات القضاء، ومترحمين على أرواح الضحايا في هذه الفتنة المؤسفة.