هل تدفع الضفة الغربية الثمن
| عماد الحطبة*
لم يكد وقف إطلاق النار في غزّة يبدأ في السريان، حتى بدأ الشاباك و”الجيش” الصهيوني عملية واسعة في شمال الضفة الغربية، العملية التي أطلق عليها اسم “الأسوار الحديدية” وصفها الإعلاميون والضباط الصهاينة بأنها “حرب غير مسبوقة في الضفة”، وأنهم سيقومون بتوسيع مساحتها الجغرافية بحسب الحاجة، لتشمل الضفة الغربية كاملة.
التحليل الأكثر شيوعاً يربط هذه العملية بمحاولة نتنياهو الحفاظ على تماسك حكومته، وأنّ العملية ليست سوى رشوة مقدّمة للمتطرّفين داخل الحكومة وعلى رأسهم سموتريتش، ليوافق على البقاء في الحكومة من جهة، وكذلك الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي هدّد بالانسحاب من الحكومة حال البدء بتنفيذه.
رغم أنّ هذا الرأي يمتلك بعض الصحة، إلا أنه يشبه الرأي القائل بأنّ الحرب على غزّة محاولة من نتنياهو للهرب من المحاكمة التي تنتظره حال سقوط حكومته. كلا السيناريوهين يغفل بشكل متعمّد استراتيجية الكيان الصهيوني القائمة على ضمّ الضفة وتهجير أكبر عدد من سكانها. معرفة هذه الاستراتيجية لا تحتاج إلى تحليل وخبرة سياسيّين، فتكفي متابعة اللقاءات والتصريحات الإعلامية لقادة العدو لتسمع وترى الإعلان عنها علناً ومدعوماً بالخرائط.
ما يحدث في الضفة اليوم، استكمال للأفكار والمخطّطات التي قامت عليها الفكرة الصهيونية أصلاً، فالأرض التي تبيّن أنّ لها شعباً، بل هو شعب عنيد ومقاتل، لا بدّ من إفراغها من سكانها، سواء بالإبادة أو التهجير.
الفرصة السانحة، كما يعتقد قادة العدو، مرتبطة بالضربات القاسية التي تلقّاها محور المقاومة، سواء باستشهاد قادته، أو غياب سوريا كحلقة وصل ورافعة لهذا المحور، وكذلك وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي يبدو أن إدارته المشبعة بالعنصريّين والمتطرّفين البيض لن تمانع في ضمّ “إسرائيل” أجزاء جديدة من أراضي الضفة الغربية، خاصة تلك الموسومة بالقسم (C) في اتفاقيات أوسلو سيّئة الصيت.
تستمدّ استراتيجية الكيان الصهيوني منطقها من الأساطير التوراتية، لكنها مرتبطة عملياً باستراتيجيات الاستعمار في منطقتنا، والقائمة على التلاعب بالجغرافيا والديمغرافيا بما يحقّق مصالحه. لا بدّ أن نلاحظ غياب الحديث عن قيام “إسرائيل” باحتلال أراضٍ سورية، عن خطابات
ارسال الخبر الى: