صراع الهيمنة على السلطة وغياب الوطن بين قوى الشمال المختلفة وواحدية الهدف في تدمير الجنوب والاستيلاء عليه

إعداد/ د. أمين العلياني
رغم التوجهات التي جسدتها وما زالت تتجسد دورات الصراع بين القوى الشمالية قاطبة حوثية ومناهضة له، وما تشكّله من اختلاف بنيويّ متناقض لا يفهم لغته إلا من حيث توصيف مفهوم الوطن الذي يجعل لوازم استعادته أمرًا موجبًا للنضال، وملزمًا للمقاومة، ودفاعًا موجبًا للتضحية، ومعززًا للفداء، ومداميك ثابتة للتنمية والعيش الكريم والعدل والمساواة بوصف الوطن هو الشعب، بعكس مفهوم السلطة التي تجعل لوازم الوصول إليها وصولية حتى على أهداف انقلابية والهيمنة بمقاليد الحكم، بهدف السيطرة على مقدرات الشعب لأغراض شخصية لا يرى الشعب معها نفسه ولا تعني له إلا التبعية والولاء.
وعند التأمل العميق في تناقض هذه الثنائية تجد أن الصراع الحاصل في الشمال له تاريخ طويل يمتد لعقود بعيدة يتم من حين إلى آخر ومن مرحلة تاريخية إلى أخرى يتم استدعاءه من ذاكرة تاريخية تليدة ولو حاولنا اختصار الاستدعاء من باب الاستشهاد، مثلًا من صراع الإمامة والقوى المناهضة لها منذ ما قبل ثورة سبتمبر التي انتهت بمصالحة بين قوى الصراع على السلطة حتى انتزعت ثوب الجمهوري لعلها تخرج من براثن الصراع الجهوي الامامي والثقافي بلباس القبيلة والدين وتكون المصالحة هي ثمار التحول المفهومي للسلطة إلى الجمهورية لعلها ان تجير رواسب الصراع القار على السلطة الذي كان قائم على الخلفيات والرواسب الدينية والحزبية والقبلية والوراثية والسير به في متوجهات الشعب والاهتمام بشؤونه تحت أهداف سميت بأهداف الثورة كشعارات لامعة ومع ذلك لم يدم الأمر طويلا حتى عادت صراعات السلطة وضاعت المفهومية اللفظية للوطن الذي كان قد بدأ يرتسم شكليًا تحت مسمى جمهوري يحاول المتصارعون أن يدخلوا الشعب في فجوات التناحر ويكونون شركاء معهم في الخسارة دون الربح، لأن السلطة ظلت هي التفكير ومنتج الصراع المتجدد مما جعل الفئات التي كانت بدأت تنساق وتسجيب لكلمة الجمهوري المقابل لثنائية (الوطن/الشعب) أخذ يتذذب في مداركهم بفعل التحشيد القبلي من جهة والديني من جهة ثانية، والتوازن بين قوى القبلية والثورة من جهة ثالثة والقوى القبلية الحزبية ذات التوجهات البرغماتية والإسلامية حتى
ارسال الخبر الى: