صراع النفوذ السعودي الإماراتي يتصاعد أبوظبي تفعل أدواتها لتفكيك منظومة الرياض في اليمن
تكشف التطورات الأخيرة في المشهد اليمني عن مرحلة جديدة من صراع النفوذ بين السعودية والإمارات، تتجلى في تحريك أبوظبي لأدواتها العسكرية والإعلامية ضد القوى الموالية للرياض، في سياق صراع خفي على رسم ملامح السلطة والنفوذ داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف.
وفي أحدث مؤشر على هذا المسار، كشف الصحافي السعودي علي العريشي عن وجود تنسيق إعلامي وسياسي واسع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق عفاش– وكلاهما مدعومان من الإمارات – بهدف تفكيك بنية “شرعية الفنادق” الموالية للسعودية وإضعاف حضورها في المشهد اليمني.
وأوضح العريشي أن هذا التنسيق، الذي يقوده إعلاميون مثل عبدالعزيز شيخ ونبيل الصوفي، يأتي ضمن حملة منظمة لتقويض نفوذ الرياض في الملف اليمني عبر توظيف الأدوات التابعة للإمارات لشنّ حرب ناعمة ضد أذرع السعودية داخل ما يُعرف بـ“شرعية الفنادق”.
وأشار إلى أن التحالف بين الانتقالي وطارق عفاش، رغم التناقضات الفكرية والمناطقية بينهما، يعكس نجاح أبوظبي في توحيد مرتزقتها تحت مظلة هدف واحد: تفكيك المنظومة التابعة للرياض، وتهيئة الأرضية لتثبيت نفوذها السياسي والعسكري على حساب المملكة.
ويرى مراقبون أن أبوظبي تسعى من خلال هذا التنسيق إلى بناء سلطة موازية للشرعية السعودية في الجنوب والساحل الغربي، عبر تعزيز قدرات الفصائل التي أنشأتها ومولتها خلال سنوات الحرب، لتتحول لاحقاً إلى كيانات سياسية وأمنية تدين بالولاء الكامل لها.
ويؤكد العريشي في تغريدته أن “الخطاب الإعلامي الموجّه ضد الشرعية أصبح يحمل بصمة إماراتية واضحة”، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع التقارب بين الفصائل الموالية للإمارات نحو مستويات تنسيق أعلى، تشمل الملفات الأمنية والعسكرية إلى جانب الإعلامية.
وفي المقابل، تبدو الرياض عاجزة عن ضبط أدواتها المحلية بعد تآكل تأثيرها على فصائل المرتزقة التابعة لها، إذ تواجه تصدّعاً متزايداً داخل “شرعية الفنادق”، وتراجع قدرتها على إدارة المشهد اليمني الموحد، في حين تتحرك أبوظبي بخطوات محسوبة لتفكيك ما تبقّى من النفوذ السعودي في الجنوب والغرب.
ارسال الخبر الى: