إحياء ذكرى المولد النبوي عودة للأمة إلى الرسول والقرآن والإسلام العظيم
يمني برس | إعداد الدكتور حمود الأهنومي
تعتبر حركة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التغييرية نموذجا يحتذى في حركتنا التغييرية التي نعايشها اليوم، فهناك ما هو أمر ثابت وقطعي ويجب التأسي به فيه باعتبار تحركاته وأقواله هي القدوة والأسوة، وهناك من الأمور النسبية التي تختلف باختلاف الأحوال والظروف مثل اللين في أموره الشخصية الخاصة، والالتزام الجاد في أمور المسلمين العامة، فهذا أيضا له مدخلٌ كبير في باب التأسي والاقتداء.
اختص نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم بتوثيق أحداث حركته على خلاف الأنبياء والرسل السابقين، الذين ليس هناك في أيدينا اليوم ما نثق بصحة الأحداث المنسوبة إليهم والتحركات المرصودة عنهم إلا ما حكاه القرآن الكريم، أما سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي هي سنته وطريقته ومنهجيته، التي هي أقواله وأفعاله وتقريراته فقد دُوِّنت تدوينا دقيقا بشكلٍ يتميز عن الأمم الأخرى، ورغم دخولِ كثيرٍ من الأشياء المكذوبة عليه صلى الله عليه وآله وسلم بفعل أسبابٍ وعواملَ سياسية وحضارية وثقافية وطائفية، إلا أنه يبقى الحظ الكبير منها سليما صحيحا بشرط أن يخضع لمنهج النقد والفحص والتمحيص.
في هذه المقالة نشير إلى نموذج شائع في تقديم الإسلام، نعتبره نموذجا منحرفا، ثم نتوسع في كيفية تقديم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم له.
إسلام المتأسلمين .. جاهلية جديدة
لقد قدّم التكفيريون والأنظمة المتأسلمة والعميلة للمستكبرين من الأمريكان والصهاينة الإسلام بما لا يحتاج كثيرا من الشرح؛ لأن مأساة الواقع الذي يعيشه المسلمون تتلخَّص في العبارة التي أطلقها السيد القائد في خطاب المولد النبوي الشريف العام الماضي، لما قال عن هذه الحالة السيئة والتي أشنعُ وأفظعُ مظاهرِها العدوانُ على اليمن، لقد قال: (هذا هو إسلام السعودية، وديمقراطية أمريكا).
هذه العبارة من جوامع الكلم تلخِّصُ بعمقٍ حكيمٍ وكثافةٍ عجيبة الحالةَ الجاهلية التي نعايشُها اليوم، والذي يشكِّل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أحد مظاهرها الرهيبة، إنها الجاهلية الأخرى، التي عناها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: “بُعِثْتُ بين جاهليتين، لأخراهما شرٌّ من
ارسال الخبر الى: