المناظرة الرئاسية أداء كارثي لبايدن وترامب الكاذب الأكبر
٩٩ مشاهدة
بين 2012 و2024 12 عاما لخصت الفارق بين المرشح لنيابة الرئاسة في ذلك الحين الديمقراطي جو بايدن في مواجهة منافسه الجمهوري بول ريان وبين بايدن الرئيس الذي وقف فجر الجمعة في المناظرة الرئاسية مع خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب منهكا ومتلعثما معيدا التساؤلات حول أهليته لنيل ولاية رئاسية ثانية وفي عام 2012 كان بايدن شرسا ونجح في كسر معنويات ريان خلال مناظرة بينهما حتى أنه أعاد رسم خريطة النصر نحو الولاية الثانية للرئيس الأسبق باراك أوباما أما في عام 2024 فبدا الرئيس بايدن أكثر ضعفا في مواجهة ترامب في المناظرة الرئاسية الأولى في أتلانتا ـ جورجيا عكس ما كان عليه في مناظرة مماثلة خلال رئاسيات 2020 حين تميز بالحدة في مواجهة ترامب وبعد انتهاء المناظرة الرئاسية فجر أمس الجمعة أضحت فرص عودة ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني أكبر من قبل باعتراف مسؤولين في الحزب الديمقراطي رغم اعتبار بايدن أن المناظرة الرئاسية التي ركزت على مواضيع داخلية أميركية يتقدمها الاقتصاد إلى جانب قضايا خارجية مثل أوكرانيا وغزة مرت بسلام لكن للإعلام الأميركي رأيا آخر إذ كتبت صحيفة نيويورك تايمز أن أداء بايدن الهش في المناظرة يثير ذعر الديمقراطيين بينما اعتبرت مجلة فوربس أن الديمقراطيين يبدأون بوضع أسماء بديلة لبايدن مسار المناظرة الرئاسية وعلى الرغم من تفوق ترامب في الأداء بفعل حيويته عكس بايدن الذي كان شاحبا إلا أن الرئيس السابق تفوه بأكاذيب عدة إذ أحصى تدقيق للمعلومات أجرته شبكة سي أن أن 30 إدعاء كاذبا للرئيس السابق مقابل تسعة لبايدن ما جعل ترامب ينال لقب الكاذب الأكبر خلال المناظرة فيما فشل الرئيس الحالي في استعراض منجزات ولايته وأثارت نتائج استطلاع قناة سي أن أن التي أدارت المناظرة رعبا حقيقيا لدى الديمقراطيين إذ اعتبر 67 من المشاهدين أن ترامب فاز بالمناظرة الرئاسية الأولى فيما رأى 33 منهم أن بايدن فاز ودفع الأداء السيئ للرئيس إلى بروز دعوات من بعض قياديي الحزب الديمقراطي لاستبداله لم يكن في حسبان أحد منهم تعرض بايدن لمثل هذه الخسارة خصوصا أنه أمضى معظم الأيام التي سبقت المناظرة الرئاسية في التحضير لها في منتجع كامب ديفيد وأعرب العديد من الديمقراطيين عن اعتقادهم أن الحزب الآن في مأزق انتخابي إذ إن مساعيه لاستقطاب المستقلين والمعتدلين باتت أكثر صعوبة كونهم فئة وازنة كان فريق بايدن يراهن عليها للتفوق على ترامب في نوفمبر المقبل وخلال نصف الساعة الأولى من المناظرة الرئاسية بدا بايدن أجش ومترددا في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة في حين كان ترامب يشن هجوما تلو الآخر يتضمن العديد من المعلومات المغلوطة المتكررة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال وقال اثنان من مسؤولي البيت الأبيض إن بايدن كان يعاني من نزلة برد لتبرير تردده وقبل انطلاق المناظرة الرئاسية لم يتصافح الرجلان وفيما شهدت إحدى مناظرات 2020 ردا صارما من بايدن حيال مقاطعة ترامب المتكررة له إذ توجه بايدن لمنافسه بالقول هل يمكن أن تغلق فمك يا رجل غير أن الرئيس الحالي اكتفى هذه المرة بالإشارة إلى ترامب بـالأحمق والفاشل وأن لديه أخلاق قطة زقاق وفي تفاصيل المناظرة الرئاسية تلعثم بايدن مرات عدة ومزج بين الأسماء والوقائع والتواريخ من دون التمكن من استخدام أوراقه بقوة كافية ضد ترامب سواء في اقتحام الكونغرس في السادس من يناير كانون الثاني 2021 أو في محاكمات الرئيس السابق مهدرا بذلك فرصة أساسية لطمأنة ملايين الأميركيين الذين تابعوا المناظرة الرئاسية عبر التلفزيون بشأن حالته الصحية والذهنية خصوصا أنه من طلب تنظيم المناظرة مبكرا قبل المناظرة الثانية والأخيرة في 10 سبتمبر أيلول المقبل الرئيس الأميركي يخيب آمال الديمقراطيين بعد تلعثمه وفشله في توظيف المناظرة لعرض إنجازاته واستخدام أوراقه بقوة كافية ضد ترامب وأثار ارتباك بايدن الشكوك حول أهليته لمنافسة ترامب إذ إنه في وقت مبكر من المناظرة توقف بينما كان يوضح نقطة ما حول الرعاية الطبية والإصلاح الضريبي وبدا أن تسلسل أفكاره قد انقطع وهاجم ترامب بايدن بسبب حديثه غير المترابط وقال في مرحلة ما أنا حقا لا أعرف ما الذي قاله في نهاية تلك الجملة ولا أعتقد أنه يعرف ما الذي قاله غير أن سيناريو اختيار مرشح آخر لدى الديمقراطيين يبقى في الواقع مستبعدا تماما ومن المتوقع ما لم تحصل مفاجأة كبرى أن يعين الحزب الديمقراطي رسميا بايدن مرشحا له للرئاسة عند عقد مؤتمره في شيكاغو في منتصف أغسطس آب المقبل وأقرت كايت بيدينغفيلد مديرة العلاقات العامة السابقة لبايدن بأن أداء الرئيس خلال المناظرة الرئاسية كان مخيبا للأمل حقا ليس هناك طريقة أخرى لقول ذلك في تعليق لشبكة سي أن أن بعد انتهاء المناظرة واعتبر الخبير السياسي لاري ساباتو متحدثا لوكالة فرانس برس كانت هذه كارثة بلا أي شك لا يوجد دليل على أن بايدن على استعداد لإنهاء حملته وسيكون من المستحيل تقريبا على الديمقراطيين استبداله ما لم يختر التنحي ويعود السبب إلى أن الانتخابات التمهيدية الرئاسية انتهت وتنص القواعد الديمقراطية على أن المندوبين الذين فاز بهم بايدن يظلون ملزمين بدعمه ما لم يخبرهم أنه سيغادر السباق وأشار بايدن إلى أنه ليس لديه خطط للقيام بذلك وقال لأنصاره في أتلانتا بعد وقت قصير من مغادرته منصة المناظرة الرئاسية دعونا نستمر أما ترامب الذي أدين جنائيا في نهاية مايو أيار الماضي ففرض أسلوبه ونبرته مضاعفا المبالغات والأكاذيب رافضا ما إذا كان سيعترف بنتائج انتخابات 2024 إلا إذا كانت الانتخابات نزيهة ومنصفة بالتأكيد بحسب قوله وعلى الرغم من تكراره لازمة سرقة انتخابات 2020 منه غير أن ترامب أكد أن العنف السياسي غير مقبول على الإطلاق وتحدى ترامب بايدن داعيا إياه إلى الخضوع لاختبار إدراكي قائلا إنه لا يعتقد أن منافسه قادر على اجتياز اختبار كهذا وقال ترامب خضعت لاختبارين اختبارين إدراكيين وقد اجتزتهما كلاهما كما تعلمون وقد أعلنا ذلك على الملأ لم يخضع هو بايدن لأي اختبار أود أن أراه يخضع لاختبار واحد واحد فقط اختبار سهل جدا وأن يجتاز الأسئلة الخمسة الأولى وتسيدت ملفات الاقتصاد والتضخم والهجرة نقاش الرجلين إذ اتهم بايدن سياسات ترامب بأنها تركز على الأثرياء وأنه في عهده 2017 ـ 2021 زاد العجز والدين لأعلى مستوى في التاريخ الأميركي منتقدا خفض الضرائب للأثرياء فقط وأشار إلى أنه يوجد عدد كبير منهم ويدفعون فقط 8 من الضرائب وقال إن ترامب دمر الاقتصاد ولم تكن هناك وظائف عندما تولى المنصب من جانبه رد ترامب بالقول إن إدارته سلمت إدارة بايدن أعظم اقتصاد في التاريخ الأميركي رغم وباء كورونا مؤكدا أن التوسع في الإنفاق كان ضروريا لتلافي الكساد وحول ملف الهجرة اعتبر ترامب أنه في عهد بايدن لم تعد لدينا حدود وقال بسبب هذه السياسات السخيفة والمجنونة والغبية جدا يدخل ناس ويقتلون مواطنينا بمستوى غير مسبوق نطلق عليها جرائم الهجرة أما أنا فأطلق عليها جرائم الهجرة التي تسبب بها بايدن كما حاول ترامب توجيه اللوم في هجوم السادس من يناير 2021 على الكونغرس والذي تم عزله بسببه إلى رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي وقال عرضت عليها 10 آلاف جندي أو عنصر من عناصر الحرس الوطني وهي رفضتهم لكن نفى فريق بيلوسي أي علم له بطلب مساعدة من الحرس الوطني إلى أن حاصر أنصار ترامب الكابيتول سعيا لتغيير نتيجة انتخابات 2020 في الواقع لم تملك بيلوسي حتى سلطة رفض تدخل الحرس الوطني لو أن ترامب سمح بالأمر غزة في المناظرة الرئاسية أما في الملفات الخارجية فقد تهرب ترامب من إبداء موقفه إزاء الاعتراف بدولة فلسطين لدعم تحقيق السلام في المنطقة وحين سئل عما إذا كان يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة أجاب سأنظر في الموضوع وكرر ادعاءه أن حماس لم يكن لها أن تهاجم إسرائيل ولا حتى بعد مليون عام لو كان رئيسا واعتبر أن بايدن أصبح وكأنه فلسطيني لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيئ للغاية إنه شخص ضعيف في المقابل روج بايدن لمقترحه بشأن غزة الذي عرضه في 31 مايو الماضي والذي يشمل تبادل الأسرى في غزة مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في إسرائيل ووقف إطلاق النار بشروط إضافية من دون الكشف عن ماهية تلك الشروط وأضاف ما زلنا نضغط بقوة من أجل إقناعهم حركة حماس بالقبول وأكد بايدن أن الولايات المتحدة أكبر مصدر لدعم إسرائيل في العالم مشددا على أنه أنقذنا إسرائيل أما بخصوص الغزو الروسي لأوكرانيا فقد انتقد ترامب سياسات بايدن في هذا الملف مؤكدا أن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مقبولة ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ مكررا عبارة لو كنت رئيسا لما وقعت الحرب ملقيا اللوم على بايدن في تشجيع بوتين على القيام بعملية عسكرية في أوكرانيا نتيجة الانسحاب من أفغانستان بينما دافع بايدن عن دعمه لأوكرانيا بالسلاح وليس بالأموال من جانبه وصف بايدن بوتين بأنه يريد إعادة الإمبراطورية السوفييتية ولن يتوقف عند أوكرانيا لو نجح في الحرب سيستمر إلى دول أخرى ووردت الإشارة إلى بوتين أكثر من 12 مرة خلال ساعة ونصف الساعة من المناظرة بينما كانا يتنافسان لإظهار من هو الأكثر صرامة على صعيد السياسة الخارجية استطلاع سي أن أن 67 من المشاهدين يعتبرون أن ترامب خرج منتصرا مقابل 33 يرون أن بايدن فاز وبعد انتهاء المناظرة الرئاسية قال بايدن لدى توقفه في مطعم في جورجيا أعتقد أنا كنا جيدين مؤكدا أنه من الصعب المناقشة أمام كاذب وباشر بايدن جولة انتخابية بعد المناظرة في كارولاينا الشمالية ثم نيويورك ففيرجينيا قد تكون مناظرة يوم الخميس مطبوعة في أذهان الناخبين في المستقبل المنظور حيث من غير المقرر أن يجتمع بايدن وترامب على منصة المناظرة مرة أخرى في 10 سبتمبر المقبل وأكد المتحدث باسم حملة بايدن كيفن مونوز أن بايدن سيحضر أيضا للمناظرة الرئاسية الثانية وأصر مستشارو بايدن على أن الحملة لن يتم الفوز بها أو خسارتها في تجمع أو محادثة أو مناظرة واحدة وأشاروا إلى خطط للحفاظ على جدول زمني قوي في الأسابيع والأشهر المقبلة ومع ذلك فإن مؤيدي بايدن عبروا عن خيبة أملهم من أداء الرئيس وقال تيم ميلر وهو استراتيجي جمهوري سابق تحول إلى مؤيد لبايدن كان هذا أسوأ أداء في تاريخ المناظرات الرئاسية المتلفزة ومع أن الرهان يبقى هائلا في ظل التقارب في التأييد للمعسكرين خصوصا في مدى قدرة أي منهما في اجتذاب الناخبين المستقلين إلا أن هناك عاملا مجهول النتيجة قد يؤثر على مجرى الانتخابات وهو المتاعب القضائية التي يواجهها ترامب في هذا السياق من المقرر أن يصدر القضاء في 11 يوليو تموز المقبل عقوبته على الرئيس السابق بعد إدانته بتزوير مستندات محاسبية لإخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت نجمة أفلام إباحية سابقة أقام معها علاقة جنسية تفاديا لفضيحة قبل انتخابات 2016 ويواجه ترامب نظريا عقوبة بالسجن في هذه القضية ولو أن هذا يبدو مستبعدا كما ستبت المحكمة العليا التي عين ترامب عددا من قضاتها خلال ولايته الرئاسية قريبا في ما إذا كان يتمتع بحصانة جنائية تلغي الملاحقات بحقه بشأن محاولاته لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020 بصورة مخالفة للقانون أما المعلق السياسي على قناة سي أن أن فان جونز فوصف أداء بايدن بـالمؤلم مضيفا أحب جو بايدن وعملت لصالح جو بايدن لم يقدم أداء جيدا على الإطلاق هذا رجل صالح يحب بلده ويقوم بأفضل ما بوسعه لكن كان لديه اختبار لإعادة ثقة بلاده به وقد فشل في ذلك