المخطط الصهيوني في الجنوب وحتمية تطهير كـل شبر
تتصاعدُ وتيرةُ الصراع الداخليِّ في الساحة اليمنية المحتلّة، حَيثُ تتكشف فصول الخلاف المرير بين “لصوص الثروة ودعاة العاصفة”، في مشهدٍ يجسدُ التبعية المذلة للأجندات الخارجية؛ حَيثُ تنقسم صفوف الأدوات والمرتزِقة، ويتناحرون في سباقٍ محمومٍ لإثبات الجدارة بخدمة “من يَدفع”، عبر بيع الذمم والمساومة على قيم الوطن.
هذه الشرذمةُ، وإن كثرت جموعُ قطيعها، تظلُّ قلةً في وجهِ كبرياء اليمن الأعزِّ والأكرم، الذي يأبى أن يبيعَ سيادته.
كلَّما دعا الكيان الصهيوني المحتلّ إلى نزع سلاح الدفاع والمقاومة، تسابق المطبِّعون وتهافت المندوبون والرؤساءُ لتلبيةِ النداء وتنفيذ الإملاء.
وغير بعيدٍ عن إبادة فلسطين، تتجلّى المأساةُ في سوريا المجاورة، التي أخلعتها قوى الهيمنة لباس مقاومتها، فأصبحت مقاتلات الاحتلال تمرح في أجوائها ودبّاباتُهُ تتنزَّهُ في أرضها، وتُفرض خرائطُ التَّوسع للسيطرة على الثروات المائية والنفطية.
إنَّ المشهد الماثلَ في الجنوب اليمنيِّ المثخنِ بالاحتلال لا يعدو كونه حلقةً جديدةً في مسلسل العبث الأمريكيِّ والتخطيط الصهيونيِّ الممنهج.
فما يُدار اليوم على أرض اليمن، بعنايةٍ فائقة الدهاء، وبتوجيهٍ مباشر من “الشيطان الأكبر أمريكا” وأداتها المسعورة، كَيان الاحتلال الصهيوني، هو محاولةٌ بائسةٌ لاستنساخ السيناريو السوريِّ بنسخته الأكثر قتامةً.
إن التاريخ القريب يشهد كيف أن مدينة إدلب السورية كانت معبرًا ومختبرًا للوفود الصهيونية والأمريكية، التي كانت تتوافد إليها بتواترٍ مريب، لتُسخر جهودها لتغذية جماعات الإرهاب وتأطيرها، في سعيٍ دؤوب نحو تقويض الدولة السورية وإسقاطها بيد هذه الأدوات المأجورة.
وهنا، في الساحة اليمنية، فإنَّ تحَرّك ما يسمّى الانتقاليِّ للقضاء على ورقة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) – الورقة السابقة التي فشلت في تنفيذ المخطّط الصهيونيِّ الذي أُوعِز إليها من قبل – لم يكن وليد صدفةٍ، بل هو تتويجٌ لمقدماتٍ استخباراتية تمثّلت في زيارات متخفّيةٍ لضبّاط أمريكيين ووفود عسكرية من الكيان الصهيونيِّ إلى عدن المحتلّة.
إن ما يُحاك في الجنوب اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو استنساخٌ متَّفقٌ عليه لحمل هذه الأيادي الخفية النغمة المسمومة لـ “الجنوب العربيِّ” الانفصالي، وهو مشروعٌ يخدم المصالح الاستراتيجية لكيان الاحتلال الصهيوني، عبر ضخ التمويل الإقليمي المشبوه لإقامة دويلةٍ جنوبيةٍ
ارسال الخبر الى: