المخا نموذج حي لتحالف التنمية والإدارة الرشيدة
45 مشاهدة

صدى الساحل
في زيارتنا لمديرية المخا، ولقائنا بالقائد الإداري الشيخ سلطان عبد الله محمود، لمسنا واقعًا مختلفًا ومشرقًا يكشف أن الدولة ليست وهمًا أو حلمًا بعيدًا، بل حقيقة ممكنة حين تتوفر النية الصادقة والإرادة القوية.
ما وجدناه لم يكن مجرد تحسينات شكلية أو ترقيعات تجميلية، بل نهضة شاملة تتحدث بلغة الأرقام، والمشاريع، والمنجزات الواقعية:
شبكات طرق حضرية مزدوجة، مزوّدة بالتشجير، والجسور، والعلامات التنظيمية الحديثة.
محطات طاقة شمسية عملاقة تمدّ مناطق شاسعة باحتياجاتها من الكهرباء النظيفة.
مناطق سكنية حديثة وتخطيط عمراني مدروس، يراعي الإنسان والمكان.
خدمات صحية وتعليمية ومجتمعية تُقدَّم بكفاءة وبأقل التكاليف.
أمن واستقرار إداري، ومؤسسات تعمل بانضباط واحترام للمواطن والدوام الرسمي.
هذه ليست إنجازات عابرة، بل نتائج قيادة حكيمة تستند إلى الكفاءة لا الولاء، وإلى العمل لا الكلام. قيادة ترى أن الإدارة مسؤولية لا امتياز.
لم تعد المخا مجرد مدينة ساحلية، بل أصبحت تمثل وجه تعز الحقيقي، ووجه اليمن الحضاري: هوية ثقافية، وخدمات متكاملة، وبيئة آمنة، ونموذج إداري ناجح.
وفي المقابل، تعاني مدينة تعز بكل أسف من واقعٍ مؤلم: انهيار الخدمات، تفشٍ للفساد، غياب للأمن، فوضى إدارية، مكاتب مغلقة، وشعارات جوفاء بلا مضمون. لقد غدت مثالًا على فشل الدولة في زمن الفوضى.
قال الله تعالى:
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
والمخا اليوم تمكث، وتبني، وتثبت أن ما ينفع الناس لا يحتاج للضجيج.
إن ما يُنجز في هذه المدينة يعبّر عن وفاء لدماء الشهداء، وآمال الجرحى، الذين حلموا بدولة تُنصف تضحياتهم… وها هي تُبنى هنا، لا في الخطابات، بل على أرض الواقع.
⚖️ هنا الدولة… هنا الوطن… وهنا قائدٌ يكتب اسمه في ذاكرة الأوفياء
ما شهدناه في مدينة المخا لا يمكن وصفه بأنه مجرد تحسينات مؤقتة؛ بل هو تحوّل تنموي استراتيجي عميق نابع من رؤية إدارية حديثة وواعية، تعتمد على استيعاب الكفاءات لا على المظاهر الشكلية.
المخا اليوم ليست مجرد مدينة ساحلية، بل تجسيد حيّ لاسم تعز الحضاري، بما تحمله من إرث ثقافي، وتقدّم
ارسال الخبر الى: