القبائل اليمنية تعيد رسم خريطة المواجهة استنفار مسلح يتسع رفضا للتحالف
صنعاء – المساء برس|
تتسع رقعة التحركات القبلية في اليمن بشكل غير مسبوق، مع استمرار الحشود المسلحة التي تؤكد ولاءها الكامل لصنعاء واستعدادها لخوض أي مواجهة تفرضها التطورات الإقليمية. مشهد تجاوز التحركات المعتادة ليتحول إلى اصطفاف واسع يوازي في أهميته ثقل القوى العسكرية على الأرض.
خلال الساعات الماضية، شهدت محافظات صعدة وإب وعمران تجمعات قبلية ضخمة، حملت رسائل واضحة للتحالف السعودي الإماراتي ولواشنطن وللكيان الصهيوني.
القبائل تحدثت بلهجة صارمة بأن أي محاولة لإشعال جولة جديدة من العدوان ستواجه بجبهات قبَلية مفتوحة، تمتلك الإرادة والسلاح والخبرة التي راكمتها سنوات المواجهة.
هذا الزخم ليس وليد اللحظة، إذ شهدت الأيام الماضية تحركات مشابهة في صنعاء وذمار والبيضاء والجوف وحجة والمحويت والحديدة وتعز ومأرب وريمة. حجم المشاركة واتساع النطاق الجغرافي يعكسان حالة رفض قبلي شامل للضغوط الخارجية، وإصراراً على دعم خيارات صنعاء في مواجهة ما تصفه القبائل بـ”التحركات العدوانية” التي تطبخ في العواصم الغربية وتُنفّذ عبر النظام السعودي.
التحركات تأتي أيضاً في توقيت حساس، مع تسريبات عن سعي أمريكي – صهيوني لدفع الرياض نحو تصعيد جديد، في محاولة لإعادة رسم توازنات الميدان بعد إخفاقات السنوات الماضية، لكن المشهد القبلي اليوم، وفق مراقبين، يكشف أن أي رهان على تفكيك الجبهة الداخلية اليمنية قد سقط بالكامل، وأن القبائل باتت جزءاً صلباً من معادلة الردع، لا مجرد داعمٍ ظرفي.
الرسالة المركزية التي خرجت بها هذه اللقاءات يمكن تلخيصها بجملة واحدة: اليمن بكل مكوّناته القبلية والاجتماعية مستعد لفرض معادلة جديدة، عنوانها أن أي عدوان خارجي لن يمرّ بلا ثمن، وأن الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسعودية ستواجه بيئة قبلية موحدة تتعامل مع المعركة باعتبارها معركة كرامة ووجود، لا معركة سياسية عابرة.
ارسال الخبر الى: