العطش الخفي لدى كبار السن في الصيف خطر صامت يهدد صحتهم

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يعاني الجميع من الشعور بالعطش والحاجة المستمرة لشرب الماء البارد لترطيب الجسم. لكن هناك فئة مهمة وغالبًا ما تُغفل، وهم كبار السن الذين قد لا يشعرون بالعطش بنفس القوة أو الإلحاح مثل الآخرين، مما يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة.

لماذا يقل إحساس كبار السن بالعطش؟

تشير الدراسات إلى أن الإحساس بالعطش يتناقص تدريجيًا مع التقدم في العمر بسبب تغيرات فسيولوجية داخل الجسم. فمستقبلات العطش في الدماغ تصبح أقل حساسية، وبالتالي لا ترسل إشارات واضحة تدفع كبار السن لشرب الماء بانتظام. هذا الأمر يجعلهم أكثر عرضة للجفاف، خاصة في أوقات ارتفاع الحرارة التي تزيد من فقدان السوائل عبر التعرق والتنفس.

الجفاف عند كبار السن لا يقتصر على الشعور بالعطش أو جفاف الفم فقط، بل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل انخفاض ضغط الدم، الإرهاق، ضعف التركيز، والدوار الذي قد ينتهي بفقدان الوعي. علاوة على ذلك، بعض الأمراض المزمنة التي يعانون منها أو الأدوية التي يتناولونها قد تزيد من احتمالية حدوث الجفاف ومضاعفاته.

العطش الخفي لا يصدر تحذيرًا واضحًا لكبار السن، لكنه يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا. لذلك، تقع مسؤولية كبيرة على الأسرة والمجتمع لتوفير الدعم والوعي اللازمين للحفاظ على سلامتهم، خاصة في ظل موجات الحر الشديدة التي تتكرر في الصيف.

العناية بترطيب كبار السن في الصيف ليست رفاهية بل ضرورة لحمايتهم من مخاطر الجفاف والمضاعفات الصحية، فالوقاية والاهتمام يمكن أن تنقذ حياتهم وتضمن لهم صيفًا آمناً ومريحًا.