السمنة في ازدياد عالمي هل السبب قلة الحركة أم سوء التغذية

تشهد معدلات السمنة حول العالم ارتفاعًا مستمرًا يثير القلق في الأوساط الصحية والطبية. وبينما اعتاد الكثيرون ربط السمنة بقلة النشاط البدني، بدأت الأبحاث الحديثة تشير إلى أن النظام الغذائي قد يكون العامل الأكثر تأثيرًا على الوزن، متفوقًا حتى على التمارين الرياضية.
ما الأسباب الحقيقية وراء السمنة؟
أظهرت دراسة عالمية حديثة أن السبب الجوهري وراء زيادة الوزن لا يكمن فقط في قلة الحركة، بل في الإفراط في تناول السعرات الحرارية، خاصة من مصادر غير صحية مثل الأطعمة فائقة المعالجة. وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات صناعية، رغم أنهم أقل نشاطًا بدنيًا من سكان المناطق الريفية، لا يحرقون سعرات أقل بالضرورة.
المشكلة الأساسية تكمن في نوعية وكميات الطعام، إذ إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والصوديوم يخلق فائضًا طاقيًا يصعب تعويضه حتى بالتمارين المنتظمة.
الجسم البشري لديه قدرة مذهلة على التكيف مع النشاط البدني. فعندما تزيد التمارين، قد يقوم الجسم بتقليل استهلاك الطاقة في وظائف أخرى للحفاظ على التوازن، مما يجعل حرق السعرات يتباطأ تدريجيًا.
على العكس، تقليل كمية الطعام يؤدي إلى عجز طاقي مباشر، وهو المفتاح الأساسي لفقدان الدهون. لذلك، حتى مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم، قد يظل الوزن ثابتًا ما لم يتم التحكم في السعرات الداخلة للجسم.
بالعكس، النشاط البدني مهم للغاية لصحة القلب، تحسين الحالة المزاجية، تقوية المناعة، وبناء الكتلة العضلية. لكنه من حيث التأثير على الوزن، يعمل كعامل مساعد، وليس العامل الرئيسي. التوازن بين نظام غذائي منضبط ونشاط بدني معتدل هو الأسلوب الأمثل، مع التركيز الأكبر على التحكم في الغذاء.
للمساعدة في التحكم بالوزن والوقاية من السمنة، يُوصى باتباع التوصيات التالية:
يتفق الخبراء على أن مواجهة السمنة لا تقع فقط على عاتق الفرد. فهناك حاجة ماسة إلى دعم مجتمعي وتدخلات حكومية لضمان وصول الأطعمة الصحية بأسعار معقولة، خاصة في ظل انتشار المنتجات الغذائية الرخيصة التي تفتقر إلى القيمة الغذائية وتُسهم في رفع
ارسال الخبر الى: