صناعة السلاح الأوروبية تقفز في عام واحد وواشنطن المستفيد الأكبر من الطلب المتصاعد

متابعات خاصة – المساء برس|

سجّلت صناعة الدفاع الأوروبية خلال عام 2024 نموًا واضحًا بلغ 13.8%، لترتفع قيمة المبيعات إلى 183.4 مليار يورو، بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرغ” الأميركية عن تقرير لرابطة صناعات الفضاء والأمن والدفاع الأوروبية. هذه الزيادة تعد الرابعة على التوالي، وتعكس موجة الإنفاق العسكري المتسارعة منذ اندلاع الحرب الروسية الأطلسية.

الارتفاع في الإنتاج ترافق مع توسّع في حجم القوى العاملة داخل القطاع الدفاعي، إذ وصل عدد الموظفين إلى نحو 633 ألف موظف، بزيادة تقدّر بـ8.6%. ورغم هذا التوسع، لا تزال الصناعة الأوروبية تواجه عقبات كبيرة، أبرزها اختناقات سلاسل التوريد، ونقص المواد الخام والمكونات الإلكترونية، بالإضافة إلى ارتفاع كلفة الطاقة وتشدّد سوق العمل، فضلًا عن القيود المرتبطة بالعقوبات على روسيا.

وتشير “بلومبرغ” إلى أن جزءًا معتبرًا من المشتريات الدفاعية الأوروبية لا يزال يذهب إلى مورّدين من خارج القارة، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وهو ما يسلّط الضوء على هشاشة القدرات الإنتاجية الأوروبية في ظل فترات الطلب المرتفع أو الأزمات الدولية.

وتزامن هذا الوضع مع ارتفاع حدّة التوترات بين أوروبا وكلٍّ من روسيا والصين والولايات المتحدة، ما دفع الاتحاد الأوروبي وحلف “الناتو” إلى مسارات أكثر جرأة نحو تعزيز قدراتهما الدفاعية.

ووفق الوكالة، تعهّد الحلف بزيادة الإنفاق العسكري ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، فيما خصّص الاتحاد الأوروبي 150 مليار يورو لدعم برامج المشتريات المشتركة وتقليص درجة الاعتماد على مصادر غير أوروبية.

وتعكس هذه المؤشرات مجتمعة سباقًا متسارعًا داخل القارة لإعادة تشكيل بنيتها الدفاعية، في وقت لا تزال فيه التحديات اللوجستية والاعتماد على الموردين الخارجيين تشكّل واحدة من أبرز نقاط الضعف التي تحاول أوروبا تجاوزها في السنوات المقبلة.