من هم الرهائن
لا يتوقّف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مثل معظم القادة الغربيين عن الحديث عن الرهائن، أي أسرى الحرب الإسرائيليين العشرين في قطاع غزّة، بل يستخدمونهم، كل مرة، لتبرير تقاعس الغرب، والمجتمع الدولي عموماً، عن لجم جرائم الحرب الإسرائيلية الأبشع في عصرنا، الإبادة الجماعية والعقوبات الجماعية، بما فيها التجويع والتطهير العرقي الأخطر في عصرنا.
ولم أسمع أياً منهم يذكر مرّة واحدة في سياق الحديث عن الرهائن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل الذين يتجاوز عددهم 14 ألفاً ومنهم 400 طفل ينطبق عليهم وصف الرهائن، وما لا يقل عن 3600 معتقل إداري، بدون تهم ولا محاكمة، وينطبق عليهم أيضاً وصف الرهائن. وكذلك ما قد لا يقل عن 2000 - 3000 رهينة من قطاع غزّة محتجزين في ظروف بالغة الخطورة في سدي تيمان وغيره من السجون، يتعرّضون للتعذيب والتجويع من دون رقيب أو حسيب، أو حماية قضائية.
ليتخيّل المواطنون العرب والأجانب حياتهم، إن كان خروجهم أو دخولهم البلدان مقيّدَيْن بساعات محدّدة في أوقات محدّدة
يتحدث القادة الغربيون كذلك عن جثامين 30 من أسرى الحرب الإسرائيليين محتجزين في غزّة، ومعظمهم إن لم يكن جميعهم كانوا يخدمون أو خدموا سابقاً في الجيش الإسرائيلي، ولكنهم لم يذكروا مرّة واحدة ما لا يقل عن 552 جثمان فلسطيني تحتجزها قوات الاحتلال، ومنها جثامين 55 طفلاً، وتسع نساء، و256 جثماناً محتجزاً في مقابر الأرقام منذ عشرات السنوات. وبين الجثامين المحتجزة جثامين أطفال قصّر يُحتجزون بغرض تعذيب عائلاتهم، وجثامين 23 أسيراً ممن قتلوا بالتعذيب أو التجويع، أو الحرمان من العلاج، في السجون الإسرائيلية، وتصرّ إسرائيل على مواصلة اعتقال جثامينهم حتى ينهوا محكوميتهم التي تراوح بين عشرات ومئات السنين.
يضاف إلى ذلك، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، جثامين 1500 فلسطيني محتجزة في معسكر الاعتقال الرهيب سدي تيمان، مصنفة بالأرقام، وعدد كبير منهم بحسب شهادات أسرى فلسطينيين أُعْدِموا ميدانياً بعد أسرهم في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجارية.
وذلك كله بالطبع مخالف للقانون الدولي، الذي لا يتذكره بعض المسؤولين الغربيين إلا عندما يتحدّثون عن روسيا
ارسال الخبر الى: