خط الرجعة حين يظن المترددون أن الخيانة طريق نجاة

تقرير – عرب تايم/خاص:
هذا تقرير صحفي ساخر حد الوجع، حزين حد الحقيقة، موجه إلى أولئك الذين ما زالوا يراهنون على وهم يسمى (خط الرجعة)، ويتخيلون ـ بسذاجة سياسية أو بمكرٍ مكشوف ـ أن الغزاة سيكافئونهم بالامتيازات إن سقط مشروع الجنوب، متناسين حقيقة لا يغيرها الزمن:
الخيانة لا تكافأ، بل يستغنى عن أصحابها عند أول منعطف.
في الجنوب، تبدو الصورة مؤلمة حد الضحك الأسود.. بعضهم يقف في المنتصف، يلوح بيد هنا، ويصافح بيد هناك، معتقدًا أن التوازن بين الوطن وخصومه مهارة سياسية.
لا يعلم أن المنتصف ليس منطقة أمان، بل أكثر النقاط هشاشة، وأن التاريخ لا يعترف بالرماديين عندما تشتعل المعارك المصيرية.
هؤلاء يظنون أن الغزاة، إذا ما اجتاحوا الأرض الجنوبية، سيفتحون لهم الأبواب، ويمنحونهم الألقاب، ويضعونهم في الصفوف الأولى.
والحقيقة ـ التي يرفضون رؤيتها ـ أن كل محتل يبدأ باستخدام المترددين، وينتهي بالتخلي عنهم، لأن من باع أرضه مرة، لا يؤتمن مستقبلًا.
السخرية المؤلمة أن أصحاب “خط الرجعة” يتحدثون عن الواقعية، بينما يهربون من أبسط قواعد السياسة والتاريخ، لا الجنوب سيحترم من تردد، ولا الخصم سيحمي من خان. الكرامة لا تقبل القسمة، والوطن لا يقبل الشراكة مع المواقف المزدوجة.
إن مشروع الجنوب لم يكن يومًا نزهة، ولا مسارًا بلا تضحيات. هو طريق واضح، إما أن تسلكه بثبات، أو تنسحب بشجاعة، لا أن تقف في منتصفه منتظرًا من يصفق لك من الطرفين.
فالزمن كفيل بفضح الحسابات الخاطئة، وكشف الأوهام التي تسوق باسم “الذكاء السياسي”.
هذه ليست دعوة للتخوين، بل دعوة للاستفاقة، عودوا إلى عقولكم قبل أن تسبقكم الوقائع. عودوا إلى أهلكم، إلى أرضكم، إلى حقيقة أن الأوطان لا تدار بخطط الهروب، بل بمواقف واضحة.
في اللحظات الفارقة، لا يسأل التاريخ عن نواياكم، بل عن مواقعكم.
فإما موقف صادق يحترم، أو تردد ينسى.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم”وعدد من المواقع الاخبارية
ارسال الخبر الى: