إذا كان الدفاع عن الجنوب يسمى تعصبا

تقرير – عرب تايم/خاص:
في أحد اللقاءات، وجه إلي أحد الدكاترة سؤالًا قال فيه:
ليش كل هذا التعصب يا أسعد أبو الخطاب؟
فأجبته بهدوء ممزوج بالغضب والمرارة:
يا دكتور، ولم لا أتعصب؟
كيف أكون محايدًا وأنا أرى وطني الجنوبي يسحق منذ العام 1994م؟
منذ أن اجتاحت جحافل صنعاء أرض الجنوب، وبدأت رحلة التهميش، والإقصاء، والنهب، والتدمير الممنهج؟
أين كنت يا دكتور يوم كنا نهجر من أرضنا؟
أين كنت عندما حولوا العاصمة عدن من لؤلؤة بحرية إلى مدينة منكوبة؟
أين كنت حين كانت قياداتنا تعتقل، وأصواتنا تخنق، وشبابنا يغتالون لمجرد أنهم قالوا “نحن جنوبيون”؟
أتسمي غيرتي على وطني تعصبًا؟
بل هو شرف وواجب وكرامة!
أنا لا أتعصب ضد أحد، ولا أحمل الكراهية في قلبي لأحد،
ولكني متعصب لكرامتي، لأرضي، لدماء الشهداء الذين سقطوا في كل شارع وحي وقرية جنوبية.
منذ عام 1994م وحتى يومنا هذا، لم يخل بيت جنوبي من شهيد أو جريح أو مكلوم.
وأنا أحد هؤلاء الجرحى، ما زلت أعاني حتى اليوم من إصابتي،
ومع ذلك أُتهم بأني متعصب!
يا دكتور، إن كنت تعتبر أن المطالبة بالحقوق، والتمسك بالهوية، والسعي لاستعادة الدولة الجنوبية تعصبًا، فليكن.. فأنا أُعلنها بكل فخر:
أنا أكبر متعصب لقضيتي الجنوبية العادلة.
الوحدة التي تتغنون بها ماتت منذ أن تحولت من شراكة إلى احتلال، من عدالة إلى نهب،
من وطن يجمعنا إلى سجن يفرقنا.
نحن لم نعد نحلم بالعودة إلى الماضي، بل نعمل على استعادة دولتنا الجنوبية الحرة، دولة النظام والعدل والمواطنة.
فلا تلومني يا دكتور حين أتعصب لوطني، ولوم أولئك الذين خانوا العهد وسرقوا الأرض واغتالوا الحلم.
نحن أبناء الجنوب، لن نركع، لن نساوم، وسنظل أوفياء لدماء الشهداء حتى يتحقق النصر والحرية، مهما وصفونا، ومهما حاولوا إسكاتنا.
الله أكبر عاش الشعب الجنوبي حر من المهرة حتى باب المندب، عاشت الأمة الأسلامية، الله اكبر وليخسأ الخاسئون.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي عدن الأمل، وعرب تايم، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية
ارسال الخبر الى: