الاعتراف بدولة الجنوب العربي انتصار لعدالة القضية وإرادة الشعب وضمان لمسارات السلام والاستقرار في المنطقة

تظل دولة الجنوب العربي، بتاريخها الحضاري والثقافي والاجتماعي المميز، ونظامها الإداري وهويتها الثقافية الجنوبية وعلمها، شاهدًا حيًا على شرعية دولة كانت تمتلك سيادة كاملة، وكان معترفًا بها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعلى المستويين الإقليمي والدولي. كما حظيت باعتراف واحترام دبلوماسي وسياسي من جميع الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة، لأنها ولدت من رحم ثورة تعدُّ من الثورات العربية الخالدة، التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية في الرابع عشر من أكتوبر 1963م، ضد مستعمرٍ بغيض. وقدَّم شعب الجنوب خلال نضالٍ وكفاحٍ طويل، قوافلَ من الشهداء والتضحيات الجسيمة، لينال استقلاله الناجز في 30 نوفمبر 1967م.
وبعد تاريخٍ حافلٍ بالإنجازات على صُعد التنمية والتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية وترسيخ مقوِّمات المجتمع المدني، شاءت المقادير في لحظةٍ عاطفيةٍ انفعاليةٍ، قادت إليها نخب الفكر القومي وطنيتهم المثالية، بالدخول في وحدة اندماجية غير ناضجة مع الجمهورية العربية اليمنية غير أنها لم تستمر طويلًا في مرحلتها الانتقالية، حتى أعلنت القوى الشمالية (العفاشية والإخوانية والقبلية، ومن جلبوهم من مجاهدي التظيمات الإرهابية من أفغانستان) على شنَّ حربٍ ظالمة في صيف 1994م، أنهت مشروع الوحدة في مهدها، وحوَّلت الجنوب إلى أرضٍ محتلة، انتهكت فيها حرمة الإنسان الجنوبي وأرضه، بالقتل والتدمير والإقصاء والتهميش، وتسريح قياداته المدنية والعسكرية، والاستيلاء على ممتلكات الدولة وثرواتها مما دفع قيادة الجنوب إلى إعلان فك الارتباط أو إنهاء الوحدة مع الشمال في 21 مايو 1994م، وناشدت قيادات الجنوب المجتمعين الدولي والإقليمي في التدخل لوقف الاحتلال، لكن القوات الغازية فرضت سيطرتها، وظل شعب الجنوب يرفض الأمر الواقع ويناضل ضده، رغم صدور قرارات دولية من مجلس الأمن برقم (924 و931) تنص على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة .
وعلى آثار ذلك الاحتلال اليمني اللعين ظل شعب الجنوب يرزح تحت نير نظام يمني شمالي كهنوتي بغيض، مارَسَ ضد شعبنا وقيادتنا كل أشكال التمييز والتهميش والقتل والاغتيال والتهجير، واستولى على كل مقدرات الدولة من مصانع وموانئ ومطارات وأسلحة، بل جعل من الجنوب غنيمة حرب مفتوحة، مستمرًا في نهجه الاحتلالي، غير معترفٍ
ارسال الخبر الى: