اليماني لنعمان خطاب التخويف يقود إلى الفوضى والحل في الاعتراف بإرادة الجنوبيين

وجّه وزير الخارجية اليمني الأسبق خالد حسين اليماني رسالة سياسية مطوّلة إلى نائب وزير الخارجية الحالي السفير مصطفى نعمان، على خلفية تصريحات أدلى بها الأخير في لقاء تلفزيوني، عبّر فيها عن مواقف تتعلق بالوحدة والقضية الجنوبية ومسار الشرعية.
وتضمنت الرسالة انتقادات حادة لما اعتبره اليماني خطاب تخويف وتجاهلًا للواقع السياسي، داعيًا إلى تبنّي لغة الحوار والبحث عن حلول واقعية، ومؤكدًا على دور المجلس الانتقالي الجنوبي، ومكانة التحالف العربي، ومسؤولية جميع الأطراف في تجنيب البلاد مزيدًا من الصراعات.
المقال كما ورد:
رسالة من وزير الخارجية السابق إلى نائب وزير الخارجية الحالي: تمنيت لو أبقيتَ على شعرة معاوية
أخي وصديقي السفير مصطفى نعمان،
استمعتُ اليوم إلى حديثكم على قناة العربية، وكنتُ أتمنى، بصدق، لو أبقيتَ على شعرة معاوية التي مزّقتها عنوة، وألّا تنخرط في سِعار بعض مكوّنات الشرعية المتباكية على الوحدة، التي يقرّ العالم اليوم بأنها قد ماتت. ولم يعد أمام العقلاء – وكنتُ أتمنى أن تكون من بينهم – إلا البحث عن بدائل واقعية، لا حلولٍ ووعودٍ مؤجَّلة إلى مجهول، ظننتم، خطأً، أنها ستكون كافية لكبح تطلعات الجنوبيين نحو استعادة وبناء دولتهم المستقلة.
لماذا لم تقل: تعالوا نبحث عن حلول تعزّز فرص العيش المشترك، وتدفع نحو وحدة المصير، كما قال الرئيس عيدروس الزبيدي؟ وهي دعوة تصرّون على تجاهلها:
إن استقرار الجنوب وأمنه هو المدخل الحقيقي للتوجّه نحو معركة إنهاء الانقلاب الحوثي، أمّا لغة التخويف، المغلّفة بما يُسمّى «القلق العميق»، فهي في حقيقتها دعوة مفتوحة إلى حرب أهلية لن تنالوها إلا في أحلامكم، وهي ترقى – في القانون، من حيث الأثر – إلى مستوى التآمر على الشريك الأكبر في الشرعية: المجلس الانتقالي الجنوبي، ورئيسه الذي ما زال حتى اليوم نائبًا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.
عزيزي مصطفى، أنت من يقول هذا، فكم حدّثتني عن معاناة الجنوبيين، وعمّا تعرّضوا له من ذلٍّ وهوان منذ حرب الإلحاق عام 1994.
ألم تكن أنت، يا عزيزي، من بين الذين اجتهدوا في النزول إلى عدن بحثًا عن القواسم
ارسال الخبر الى: