بعد أفول حماس الحوثيون يظلون آخر أوراق إيران في الشرق الأوسط

اعتبر تقرير تحليلي نشرته «ميديل إيست فورم» أن قبول حركة حماس لمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيانها الصادر في 3 أكتوبر 2025 مثّل بداية تآكل النفوذ السياسي للحركة في المشهد الفلسطيني، وفي الوقت نفسه أعاد تسليط الضوء على جماعة الحوثي كآخر ورقة فعّالة لإيران في المنطقة.

يقول التقرير، إن المقترح الأميركي، الذي لقي دعمًا عربيًا وإسلاميًا واسعًا، قدم فرصة نادرة لإخراج غزة من حلقة العنف وإحلال برنامج إعادة إعمار مشابهًا لـ«خطة مارشال»، ما وضع حماس في مأزق سياسي بعدما باتت اعتراضاتها أقل تأثيرًا أمام توافق السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي حول مسار سلام جديد.

وركّز التحليل على أن إدارة ترامب، في شهورها الأولى من الولاية الثانية، دفعت بقوة لتمثيل أميركا كوسيط قادر على حل ملفات إقليمية معقدة، مشيرًا إلى أن هذا المسار لا يزال ناقصًا ما لم يُستكمل ملف تهديد الحوثيين للملاحة الدولية واحتلالهم لدور وكيل طهران بالمنطقة.

وتناول التقرير فشل محاولات تهدئة سابقة، لا سيما الوساطة العُمانية التي رفعت مؤقتًا وتيرة التهدئة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تخرق جماعة الحوثي التزاماتها وتستأنف حملات استهداف الملاحة وتهديد شركات شحن غربية، بما في ذلك إجراءات عقابية رمزية ضد شركات أميركية، بحسب النص التحليلي.

ودعا التقرير إلى استراتيجية شاملة تجمع بين الضغوط العسكرية والاقتصادية والسياسية، تشمل تشكيل تحالف دولي عملي بقيادة واشنطن لقطع خطوط التمويل واللوجستيات عن الحوثيين، تعزيز قدرات خفر السواحل والأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، وتشديد الرقابة على الموانئ والمعابر، إلى جانب ربط أي عمليات أمنية ببرامج إنسانية وتنموية تمنع تفاقم الأزمة في اليمن.

كما أبرز التقرير نجاحات قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية في إحباط محاولات تهريب حديثة، واعتبرها مؤشراً على إمكانية إشراك شركاء محليين موثوقين في جهود منع تسلل السلاح والموارد إلى صفوف الحوثيين، مقابل تقارير تَشير إلى وجود تواطؤات داخلية تستدعي تحقيقًا واستهدافًا دقيقًا لشبكات التهريب.

يشير التقرير إلى أن انجاز المسار المتكامل الذي تطرحه واشنطن وشركاؤها، يكون في محاصرة النفوذ الإيراني عبر